عنب بلدي – العدد 74 – الأحد 21-7-2013
أقامت منظومة وطن «ملتقى أجيال التدريبي2» في مدرسة «جيل الحرية» ببلدة قاح في ريف إدلب؛ وذلك من خلال مكاتب مؤسساتها «جيل الحرية» و»سيان» في تركيا، والسعودية، والأردن، وبالتعاون مع مؤسسة «لأنك إنسان» للدعم النفسي.
الملتقى الذي امتد على مدار ستة أيام متواصلة كان هدفه وبحسب القائمين عليه الدعم النفسي للأساتذة والطلاب على السواء، وذلك استجابة لضغط ظرف الصراع الذي تعيشه سوريا، وما لذلك من آثار على الذاكرة النفسية لطرفي العملية التعليمية.
الملتقى كان له نشاطان متوازيان بنفس العناوين والمواضيع في الداخل السوري وفي تركيا حيث مدارس اللاجئين السوريين، وقدمه نفس المدربين بعدما لمسوا نجاحًا في تجربة الملتقى الأولى التي شملت السوريين في بلدان اللجوء الأخرى.
«ملتقى أجيال التدريبي2» يميزه بحسب المشرفين عليه، تنفيذه في الداخل السوري ضمن الأراضي المحررة، حيث يتم التعامل مع الأزمة في نفس الواقع الموضوعي الذي تنشأ فيه.
ورشة «ملتقى أجيال التدريبي2» شملت ببرامجها 600 طالب وطالبة، حيث تم توزيعهم على 13 فصلًا ووفق فئتين، الأولى: من الصف الأول إلى الصف الثالث، والثانية: من الصف الرابع إلى الصف التاسع، يدربهم 13 مدربًا تم توزيع الحصص عليهم بحيث يتاح لكل مدرب أن يقدم موضوعه إلى كل الطلاب خلال الدورة.
القائمون على الدورة الذين فاق عددهم الـ 40 بين مشرف ومدرب ومساعد تمكنوا أن يقدموا للطلاب والأساتذة مادة علمية غطت كل ما يتعلق بالجانب النفسي في الإنسان، فكان في الدورة حصص عن الدعم النفسي تم تقسيمها لجزأين الأول للمدرسين والمدرسات، والثاني للطلاب، كما تناولت الدعم النفسي بجانبه النظري والحركي قدمه متخصصون ومدربون أصحاب خبرة.
كما تناولت الورشة فصولًا في الجانب التربوي لجهة مناقشة القيم والمواقف الإنسانية بأسلوب قصصي جذاب ومن خلال الأدوات التعليمية التقنية، حيث مثل أدواره الأطفال المشاركون في الدورة وبإشراف المدربين.
وضم الملتقى حصصًا على الصعيد الوقائي والطبي والإسعافي، لما لذلك من أهمية وخصوصًا في ظروف الصراع المسلح الذي تشهده سوريا، حيث تم تدريب الطلاب في المدرسة على كيفية التعامل مع الجروح والكسور والإسعافات العاجلة، وذلك من خلال أدوات ونماذج تحاكي الواقع قدمها متخصصون في المجال.
ولجهة التربية الدينية شهد «ملتقى أجيال2» حصصًا في العقيدة والآداب الدينية وأخلاق المسلم وصفاته، كما تلقى الطلاب دروسًا في التجويد والتلاوة، ومسابقات في حفظ آيات وسور من الذكر الحكيم؛ وذلك بإشراف مربين في العلوم الشرعية ومتخصصين أصحاب خبرة.
كما حضر الجانب الإعلامي ومتعلقاته في جدول الدورة وعلى مدار ستة أيام؛ حيث تلقى المشاركون مبادئًا في الكتابة الصحفية لجهة الخبر والتقرير والإلقاء، كما شهدت الحصص الإعلامية منافسة بين الطلاب على أفضل كتابة صحفية، أشرف عليها متخصصون من كادر الملتقى.
وشهد الملتقى أيضًا مشاركة مميزة من قبل قادة في النشاط الكشفي حيث قدموا للمشاركين ألعابًا، وتمارين، وألغاز، ونشاطات فكرية مستقاة من الثقافة الكشفية، كما حرص المدربون على تصحيح مفاهيم النشاط الكشفي لدى الطلبة لا سيما بعدما تشوهت على مدار سنوات مضت في خدمة مصالح أيديولوجية.
وقدم الملتقى حصصًا للمشاركين عن ثقافة الحوار وأهميتها في التعايش المجتمعي، وذلك إدراكًا لأهمية زرع هذه الأفكار في ذاكرة الأطفال لجهة تأثيرها على مستقبلهم وعلاقتهم بالآخرين.
يذكر أن منظومة وطن أقامت نشاطات عدة في مدرسة «جيل الحرية» في بلدة قاح بريف إدلب، وذلك من خلال مؤسستها التربوية «جيل الحرية»، التي تعد إحدى سبع مؤسسات ضمن مظلة المنظومة تنشط في مجال دعم المجتمع المدني.