القصة الكاملة لاستعصاء سجن السويداء.. بدأت بمحاولة تهريب “فاشلة”
تدخل حالة التوتر الأمني في سجن السويداء المركزي يومها الرابع، ويتخوف السجناء من اقتحامه عقب تهديدات قوات الأسد، ولكن ما جرى منذ مساء الخميس الماضي كان أشبه بـ”فيلم بوليسي” كما يصفه أحد السجناء.
وتحدثت مصادر متقاطعة ومطلعة على الوضع إلى عنب بلدي، شارحةً تفاصيل إطلاق النار وإصابة بعض السجناء ومقتل آخرين، وهذه القصة الكاملة وفق ما نقله إلينا معتقلون من داخل السجن وعضو حملة “صوت المعتقلين”، كريم حوراني.
محاولة تهريب “فاشلة”
اتفق سجناء من مدينة السويداء مع قوات “الدفاع الوطني” بشكل سري على تهريب أحد السجناء المحكوم عليهم بالإعدام ولكنهم فشلوا في تنفيذ الاتفاق، وفق المصادر، ونشرت المجموعة إشاعة بعد “اغتيال” أحد السجناء مفادها أنه تبعًا للمشاكل التي شهدتها السويداء خلال الأيام الماضية، سيحضر مشايخ الكرامة لـ “فك السجن” في الساعة السادسة من مساء الجمعة 5 آب الجاري، مطالبين السجناء بتحضير أنفسهم.
مع تحرك عقرب الساعة نحو السادسة والنصف صرخ شخصان من السويداء في بهو برجي السجن: “يابني معروف انفك السجن يلا عالأبواب”، وهنا تحدث المصدر عن مشهد وصفه بـ “المرعب” انطلق خلاله السجناء باتجاه الأبواب وبدأوا بتكسيرها للخروج إلى الباحة الخارجية، ثم بدأ إطلاق الرصاص الحي من سور السجن ودخل عناصر “الدفاع الوطني” وأطلقوا بدورهم الرصاص ليتراجع السجناء.
اقتحام وإصابات من الجانبين
عناصر “الدفاع الوطني” اقتحموا السجن وأطلقوا الرصاص داخل الغرف، ما أدى إلى مقتل المعتقل فادي محمود فوق سريره على الفور. وتابع العناصر اقتحامهم نحو البرج القديم في السجن، بينما تجمع السجناء في الطوابق العليا، وبدأوا برمي الحجارة (بعد تكسير أدراج السجن) لوقف التقدم.
محاولة منع التقدم تبعها إطلاق الرصاص من البهو نحو الطوابق العليا مع الغازت المسلية للدموع، كما دخلت رصاصات من خارج السجن ما زالت علاماتها على جدرانه، وأصيب بها أحد العناصر المقتحمة بالخطأ، والذي اتهم السجناء باستهدافه وقيل إنهم صادروا السلاح وأطلقوا الرصاص عليه.
محاولات للتهدئة
بعض السجناء من مدينة السويداء اتصلوا بذويهم لإعلامهم بما يجري، وحضر بعض الأهالي والمشايخ إلى السجن، لينسحب عناصر “الدفاع الوطني” ويدخل ضباط السجن والأمن السياسي، وعلى رأسهم المقدم عمار والعميد حسين مدير السجن، وطمأنوا السجناء وأسعفوا الجرحى إلى المشافي متعهدين بألا يتكرر ما جرى.
قضى السجناء ليلتهم في جو من التوتر بعد إصابة العشرات منهم، وهنا بدأ آخرون بالتسويق لفكرة أن معتقلي محكمة الإرهاب حاولوا الهروب من السجن، بينما دخلت في اليوم الذي يليه لجنة من وزارة الداخلية وإدارة السجون، وحققت فيما جرى لكنها حاولت تغييب الضحايا، محولّةً القضية إلى أجهزة الموبايل المستخدمة في نشر الفيديوهات والصور من داخل السجن، وفق ما قالت المصادر لعنب بلدي.
ولا يزال التحقيق مستمرًا حتى اليوم، بينما هددت قوات الأسد مرة أخرى بضرورة تسليم 350 جهاز موبايل، وإلا ستقتحم السجن، في حين يتخوف المعتقلون من التحقيق مع الجرحى المعزولين في جناح خاص واتهامهم بالقضية، عقب تعافيهم، ودخول القوات إن نفذت وعيدها.
ووفق آخر حصيلة للإصابات داخل السجن، توفي الشابان فادي محمود من مدينة داريا، ومحمد قاسم رسلان من محافظة حماة، بينما ما يزال الشاب حسن جمول من السويداء يعاني إصابة خطيرة قرب القلب.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :