من تركيا إلى الدول الأوروبية
لاجئ سوري يستعد لعرض لوحة الـ”150 ألف شهيد”
عنب بلدي – خاص
حتى لا تبقى صور الضحايا السوريين وأسماؤهم حبيسة وسائل التواصل الاجتماعي وأقراص تخزين بعض الناشطين والمنظمات الحقوقية، يعمل بعض المهتمين على مشاريع يحاولون من خلالها عرض معاناة يعيشها السوريون يوميًا بطرق مختلفة، على أمل أن تلقى مشاريعهم اهتمامًا عالميًا خارج حدود الإنترنت.
“عملت على المشروع لأحول الأرقام إلى تاريخ، وسأعرضه على العالم كرسالة مفادها أن السوريين ليسوا أرقامًا”، يصف اللاجئ السوري تامر التركماني مشروعه الجديد الذي يعمل عليه، ويوثق ضمنه بالأسماء والصور 150 ألف ضحية للنظام في سوريا، ضمن لوحة مقسمة أبجديًا بحسب التاريخ.
وينتظر التركماني أن ينهي لوحته مع دخول شهر أيلول المقبل، ويرى في حديثه إلى عنب بلدي أن مشروعه سيغير مفهوم الكثيرين عندما يشاهدوه، معتبرًا أن السوريين بحاجة لاستذكار خسائرهم كل لحظة وأن يذكروا بها العالم.
لن تبقى اللوحة ضمن حدود ورشة عمل الشاب السوري، ويقول إنها ستعرض للمرة الأولى في تركيا عقب انتهائها، وستتنقل بين الدول الأوروبية التي تدعم اللاجئين كألمانيا، والسويد، وفرنسا، وهولندا، والنروج، وربما إسبانيا، وكندا، وأمريكا، بتمويل من رجل أعمال سعودي تحفظ التركماني على ذكر اسمه.
بدأ ابن مدينة حمص مشروعه في تشرين الثاني الماضي، وقضى معظم وقته خلال أشهر تسعة في جمع معلومات وصور الضحايا من وسائل التواصل الاجتماعي، ومراقبة صفحات ذويهم، وأكد أن عددًا كبيرًا من المراكز الإعلامية في المحافظات السورية وبعض مراكز الدفاع المدني تتواصل معه حتى اليوم وتمده بالمعلومات، بعد أن “وثقت” به عقب نجاح مشروعه الأول الذي عرض خلال لوحة ضمت 50 ألف ضحية.
صعوبات شتى واجهت عمل الشاب السوري وبدأت برفض السلطات الأردنية عرض لوحته الأولى (50 ألف شهيد) عام 2014، لينتقل إلى تركيا بعد توقيعه على تعهد ينص بابتعاده عن أي عمل يخص الثورة السورية.
إلا أن الظروف التي مر بها المصور ومصمم “الغرافيك”، صاحب الـ 26 عامًا، لم تثنه عن إتمام عمله بعد مغادرة حمص في آذار 2012 إلى درعا، إثر إصابة تعرض لها في منطقة جورة الشياح، ووثق هناك انتهاكات النظام لمدة خمسة أشهر، إلى أن دفعته إصابة أخرى للسفر إلى الأردن ومنها إلى مدينة مرسين التركية حاليًا.
ورعت الشبكة السورية لحقوق الإنسان عرض اللوحة الأولى للتركماني في واشنطن، خلال شهر آذار من عام 2015، كما عُرضت أقسامٌ منها في مخيم الزعتري وسويسرا وكندا، ويرى مدير الشبكة فضل عبد الغني، في حديثه إلى عنب بلدي، أن أي مشروع يطلق لخدمة الضحايا ونشر معاناتهم، سيسلط الضوء على الكارثة السورية وخذلان المجتمع الدولي لها.
وتساهم أمثال تلك المشاريع في عملية التعاطف الشعبي، وتخليد الضحايا وذكراهم، وفق عبد الغني، وطالب بدعم أفكار مشابهة والإكثار منها قدر الإمكان مع توخي الدقة وتوضيح منهجية البحث.
استقى التركماني فكرته لبدء مشاريعه على أساس فكرة جاءت بُعيد تصميمه غلافًا لصفحته في “فيس بوك”، وضم صور 40 “شهيدًا” من محافظة إدلب، تبعها دعوات من أصدقائه لجمع أعدادٍ أكبر من الصور وعرضها في لوحات. ويتمنى الشاب السوري أن ينهي مشروعه وتنتهي معه المجازر في سوريا، على حد وصفه.
ومع أن عرض اللوحة سيكون حشدًا وتذكيرًا بما يعيشه السوريون، إلا أن خبراء حقوقيين يرون رغم أهمية الحدث، أنه لا بد من الاعتماد على معايير وآليات محددة، في توثيق تلك الأعداد الكبيرة من الضحايا، لمواجهة أي تشكيكٍ قد يطال أمثال هذه المشاريع.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :