عنب بلدي – الغوطة الشرقية
نتيجة النقص الكبير بالكوادر العاملة في الغوطة الشرقية، وفي ظل هجرة الكفاءات خارجها، برزت صعوبات لدى عدد من المؤسسات الناشئة، أبرزها إيجاد أشخاص من ذوي الكفاءة لقيادتها.
بدأ مركز “تنمية” للإدارة والتطوير في مدينة دوما دورات تدريبية لرفع السوية المعرفية لبعض المؤهلين، وتتبع الدورات لمشروع “كفاءة”، الذي يستمر على مدار خمسة أشهر بدءًا من مطلع آب الجاري، ويهدف لتخريج قرابة 360 كفاءة جديدة من الشباب والفتيات، لضخ مهارات جديدة ضمن سوق العمل في الغوطة، وتلبية احتياجات مؤسساتها، وفق عبد الله الشامي، مدير مركز “تنمية”.
تسع اختصاصات يغطيها المشروع
ويرى الشامي، في حديثه إلى عنب بلدي، أن المجال واسع بهذا الخصوص، لكن “تنمية” ركز على بعض الاختصاصات التي يمكن تداراكها عن طريق البرامج التدريبية المركزة والمكثفة، موضحًا أن القائمين على المركز درسوا معظم تلك الاختصاصات وعملوا على مشروع “متكامل” يجمع تسعًا منها، إلى أن بدأت الدورات والتي تستهدف الباحثين عن العمل في الغوطة.
تتنوع الاختصاصات بين الإدارية والإعلامية، وتشمل علم المحاسبة والإدارة الاستراتيجية وإدارة المشاريع الاحترافية، بينما تتناول أخرى برامح الأوفيس وتحرير الصور والفيديو والتصوير، إضافة إلى التحرير الصحفي وبعض المهارات في اللغة الإنكليزية، وأشار الشامي إلى أن بعض الاختصاصات الإعلامية تساعد بالتعرف على طرق التعامل والتواصل مع الوكالات العالمية.
محمد شام، من فريق مؤسسة “نور” الطبية العاملة في الغوطة، سجّل في دورة التصميم على برنامج “الفوتوشوب”، وعزا في حديثه إلى عنب بلدي السبب لسد الثغرات التي تنقص مؤسسته، والتي تستعين حتى اليوم بمصمم خارجي لتلبية احتياجاتها.
وأثنى شام على المدرسين وآلية التدريب، كانطباع أول، كون الدورة في بدايتها على حد وصفه، لافتًا إلى أنه يطمح لزيادة مهاراته الفردية إلى جانب دعم عمل مؤسسته.
ودعمت المدرّسة فايزة الساعور حديث شام، معتبرة في حديثها إلى عنب بلدي أن تنظيم الدورات وطريقة التدريس فيها نوع من الحرفية، لافتةً إلى أن ذلك ساعدت في استقطاب فئات كثيرة “رغم أنها لا تملك الوقت الكافي”.
الساعور سجّلت في الدورة ذاتها، وترى أن ما دعاها للتسجيل هو أن الكفاءات في الغوطة تسعى للحصول على مهارات تكميلية تساعد في تحقيق إنجازات ضمن عمل المؤسسات.
“نعيش حالة استثنائية وهذا يوجب تعاملًا خاصًا”
ركّز مديرو المشروع على الكوادر المؤهلة للتدريب ضمنه وجرى انتقاؤهم بعناية، وفق الشامي، وضم أفرادًا من مركز “تنمية” وآخرين من مؤسسات أخرى، كما استُكمل بقية الكادر التدريبي بأشخاص مؤهلين من خارج الغوطة عن طريق الإنترنت.
“نعيش حالة استثنائية، فمجتمعنا يقصف بشكل يومي، وهذا يوجب تعاملًا خاصًا مع العمل والتدريب”، يقول الشامي، الذي لفت إلى تبديل مقر التدريب للمرة الثالثة عقب قصفه أكثر من مرة خلال الفترة الماضية.
عنب بلدي تحدثت إلى المدير الفني لمؤسسة “سبق” الإعلامي، ضياء حق، الذي يُدرّب الكوادر ضمن دورة “فوتوشوب”، وقال إن المؤسسة تفاعلت مع المشروع لدعم كوادر الغوطة بخبراتها العملية، موضحًا أن عدد الطلاب المتدربين في الدورة الحالية بلغ 25 طالبًا وطالبة.
وتعليقًا على سوية المتدربين، تحدث حق عن تفاعلٍ وحرصٍ على التعلم لمسه بين المتدربين، مستطردًا “لا نستطيع الحكم منذ البداية على الكوادر الخاضعة للدورة، ولكن كل ما يهمنا هو تطوير الكوادر البشرية لرفع إنتاج المؤسسات”.
ويطمح “تنمية” وفق رؤية مديره لزيادة الإمكانيات ووسائل التدريب وأماكن تنظيم الدورات، “لتلبية حاجة السوق بشكل أكبر، فهناك مجالات تدريبية متخصصة تستهدف الفئات ذات المستويات العلمية الأعلى”.
توجهت معظم المراكز المختصة في المجالات التعليمية والتدريبية في الغوطة مؤخرًا، نحو التركيز على التدريب المكثف والأكاديمي، لضخ كوادر مؤهلة، ومن بينها “تنمية” الذي تأسسس نهاية عام 2012.
ورعى القائمون على المركز مجموعة برامج تدريبية متخصصة في المجالات الإدارية والإعلامية والتنمية، كان أبرزها ندوة “الوعي الإعلامي” شباط الماضي، بإشراف المفكر والإعلامي السوري نبيل شبيب، وركزت على ثلاثة محاور، الإعلام الحرفي والحديث والثوري، ولاقت حضورًا وإعجابًا واسعًا، وفق ما رصدت عنب بلدي حينها.