بعد استبعاد ميسي عن منافسات أفضل لاعب في أوروبا لعام 2016، انحصرت المنافسة بين رونالدو البرتغالي، والويلزي بيل، وغريزمان الفرنسي، وذلك بحسب اللائحة النهائية التي أعلن عنها الاتحاد الأوروبي لكرة القدم (ويفا).
وقد تراجع حامل اللقب، ليو ميسي، إلى المركز الخامس في مفاجأة من العيار الثقيل عندما أعلن “ويفا” عن الحال الذي وصلت إليه نتيجة التصويت الجمعة، 5 آب، فيما سبقه زميله لويس سواريز هداف الدوري الإسباني واحتل المركز الرابع.
وقد رجّح محلّلون رياضيون تراجع حظوظ ميسي في المنافسة على لقب أفضل لاعب في القارة العجوز 2016، رغم أنه تمكن من الحصول عليها مرتين في 2011 و2015، ويعود ذلك إلى عدة عثرات تعرض لها مهاجم المنتخب الأرجنتيني على الصعيد الدولي مع منتخب التانغو وعلى صعيد الأندية في برشلونة الإسباني.
لماذا ميسي خارج المنافسة
أهم خيبات الأمل التي تعرض لها كانت في كوبا أمريكا المئة، والتي كانت بمثابة الكارثة الكروية في الأرجنتين، عندما خسرت للمرة الثانية على التوالي أمام منتخب تشيلي في المباراة النهائية، في استمرار لمسلسل فشل ميسي مع المنتخب، حيث أضاع ركلة ترجيح حاسمة لبلاده، كما فشل إلى الآن بتحقيق أي لقب للمنتخب، الأمر الذي دعاه لإعلان اعتزاله اللعب دوليًا وأدى لانخفاض أسهمه في المنافسة على لقب الأفضل.
لم يكن سقوط ميسي في كوبا الوحيد، فقد سبقه ضياع لقب دوري أبطال أوروبا من برشلونة، عندما أقصي في مباراة ثأرية أمام أتلتيكو مدريد، وقد لعب خروج اللاعب من دوري الأبطال أيضًا دورًا مهمًا في تقليص فرصه للفوز بلقب “الأفضل”، لا سيما في ظل بقاء منافسيه رونالدو وبيل وغريزمان حتى الرمق الأخير في البطولة.
كما تعرض النجم الأرجنتيني إلى إصابة أبعدته عن الملاعب لفترة، وأهدت لقب هداف الدوري الإسباني لزميله سواريز.
غريزمان رجل فرنسا وأتلتيكو
قدم الفرنسي أنطوان غريزمان موسمًا متميزًا بكل المقاييس، فعلى صعيد الأندية والمنتخبات كان اللاعب صاحب القدم الذهبية، كما يعتبر هذا الموسم استثنائيًا للنجم الفرنسي.
الهداف الفرنسي اقتنص لقب هداف أوروبا برصيد 6 أهداف، كما قاد أتلتيكو مدريد لنهائي دوري الأبطال ومقارعة كبار أندية القارة، عندما كاد أن يفعلها ويقتنص ذهب البطولة من ريال مدريد في المباراة النهائية.
ويعتقد المحللون الرياضيون في أوروبا أن غريزمان يستحق لقب “الأفضل” في القارة، لولا اصطدامه برونالدو البرتغال.
البرتغالي الأوفر حظًا
بعد جدل واسع حول مستواه خلال الموسم الفائت مع ريال مدريد، استطاع الدون البرتغالي أن ينهي الموسم على مزاجه، بعد فوزه بدوري أبطال أوروبا، وألحقها بلقب كأس أمم أوروبا لأول مرة في تاريخه، وتقديمه أداءً ملفتًا في البطولتين.
وبهذا يعتبر كريستيانو أبرز المرشحين لنيل اللقب كأفضل لاعب في أوروبا، متفوقًا على غريزمان الذي هزمه رونالدو في نهائي أبطال أوروبا ونهائي الأمم الأوروبية، وعلى بيل زميله في لقب الأبطال والغائب عن ذهب الأمم الأوروبية، رغم تقديمه لأداءٍ مميز مع منتخب ويلز ووصوله للدور نصف النهائي في مواجهة البرتغال حيث كانت الأفضلية أيضًا للدون.
العشرة الأفضل
وبحسب قائمة “ويفا”، جاء حارس المرمى الإيطالي جانلويجي بوفون في المركز السادس، والبرتغالي بيبي في السابع، بينما احتل الألمان مانويل نوير، وتوني كروس، وتوماس مولر، المراكز المتبقية حتى العاشر.
وقد غاب عن المراكز العشرة الأولى عدد من أفضل لاعبي الدوريات الأوروبية الموسم المنصرم، أبرزهم البرازيلي نيمار داسيلفا، والجزائري رياض محرز مهاجم ليستر سيتي وأفضل لاعب في الدوري الإنجليزي 2016، وليفاندوفسكي نجم بايرن ميونخ والمنتخب البولندي.
ولكن كيف يتم اختيار اللاعب الأفضل؟
يتم التصويت على أفضل لاعبٍ من قبل أشهر الصحفيين الرياضيين الموجودين في أوروبا، ويرسل كل منهم قائمة بأفضل خمسة لاعبين من وجهة نظره، ثم يتمّ فرز القوائم المرسلة وتصنيفها بالأرقام.
ويحصل اللاعب صاحب المركز الأول على خمس نقاط، ويحصل الثاني على أربع، والثالث على ثلاث، بعدها يتم وضع أكثر ثلاثة لاعبين حاصلين على نقاط، على الموقع الرسمي للاتحاد الأوروبي، ثم يتم اختيار أفضل لاعب في أوروبا من قبل لجنة “ويفا” الفنية.
ويتم وضع النقاط واختيار اللاعبين بالاعتماد على عدة معايير، وليس فقط على أساس الأداء الفني لهم طوال الموسم، بل أيضًا على البطولات القوية التي حصلوا عليها طوال الموسم على المستوى الدولي مع منتخباتهم، وعلى المستوى المحلي مع الأندية، واللاعب الأكثر حصولًا على بطولات يكون هو أفضل لاعب في أوروبا.
وسيتم تسليم الجائزة في 25 آب الجاري، في مدينة موناكو الفرنسية بالتزامن مع قرعة دوري المجموعات في دوري أبطال أوروبا.