ذكرت صحيفة “نيويورك تايمز” أن اللاجئين السوريين في كوريا الجنوبية يعيشون “مجهولين”، ولا يكترث بهم أحد، بل يعاملون بجفاء، وفق تحقيق نشرته الجمعة 5 آب.
ونقلت الصحيفة الأمريكية عن اللاجئ السوري أحمد خليفة، قوله إنه يعمل 12 ساعة في اليوم منذ ثلاث سنوات “في بلد لا يريدني”، مشيرةً إلى أن تجمعات اللاجئين تتركز في حدائق داخل بعض المدن مثل يانغجو وشمال سيول.
المئات أمثال خليفة يعملون لفترات طويلة ويأكلون وينامون في مواقع عملهم دون تأمين صحي، وفق الصحيفة، التي أشارت إلى أن كوريا بدأت تشعر بالقلق من “المهاجرين المسلمين” بعد سلسلة الهجمات “الإرهابية” التي استهدف مدنًا عدة في أوروبا.
وأكد التقرير، الذي ترجمته عنب بلدي، أن معظم السوريين هم ممن تخلفوا عن الخدمة العسكرية الإلزامية ولا يمكنهم العودة إلى سوريا، “ورغم ذلك لا يعترف بهم كلاجئين حتى مع مناشدات الأمم المتحدة بتوسعة أعداد البلدان التي تستقبل السوريين”.
“نيويورك تايمز” قدّرت عدد السوريين في كوريا الجنوبية بـ 670 شخصًا، وقالت إنهم يملكون فقط ما يسمى تأشيرة إنسانية، وهي وثيقة قابلة للتجديد سنويًا، إلا أنها لا تخوّلهم الحصول على عمل، وعلى ميزات عديدة مفتوحة أمام اللاجئين المعترف بهم في كوريا، كالرعاية الصحية ولم شمل عوائلهم.
وأشار خليفة إلى أنه يخاف على زوجته وأبنائه في حلب وخاصة في ظل معارك تجري على أطرافها حاليًا، مردفًا “أنا يائس بخصوص إيجاد طريق لإخراجهم من هناك”.
ثلاثة سوريين فقط منحوا حق اللجوء في كوريا الجنوبية، بينما منح البقية تأشيرات إنسانية، بحسب إحصاء الصحيفة، ونقلت عن كيم سونع، وهو أحد أعضاء المجموعات المناصرة للاجئين في سيول قوله إن “السوريين سيعودون إلى بلادهم عقب انتهاء الحرب هناك”، مؤكدًا أن بعضهم حاول لم شمل عوائلهم دون جدوى.
منذ إعلان الرئيس الكوري الجنوبي، بارك جيون هاي، أن بلاده ستعيد توطين آلاف اللاجئين الفارين من الحرب السورية، استقبلت كوريا العشرات منهم، إلا أن موقف الحكومة في كوريا تضاءل خلال الفترة الماضية، وفق الصحيفة.
وهو ما تظهره قضية 28 سوريًا كسبوا دعاوى قضائية رفعت ضد رئيس مكتب الهجرة التابع لمطار “إنتشون” الدولي في كوريا، بعد رفض السماح لهم بدخول البلاد، والإبقاء عليهم داخل غرف مكتظة في المطار لأكثر من ثمانية أشهر، ودخلوا كوريا الجنوبية، في تموز الماضي، بحسب تقرير سابقٍ نشرته عنب بلدي.
وتساعد كوريا الجنوبية أكثر من ألف لاجئ من كوريا الشمالية، وانضمت العام الماضي إلى برنامج إعادة التوطين الذي ترعاه الأمم المتحدة، واستقبلت 22 شخصًا من ميانمار كانوا يعيشون داخل مخيمات اللاجئين في تايلاند.