حماة.. الواقع الإغاثي في مدينة النازحين
حماة – محمد صافي
بلغ عدد النازحين إلى مدينة حماة بحسب آخر إحصائيات مكتب التوثيق في كتلة أحرار حماة مليون ومئتي ألف نسمة من جميع المدن السورية والريف الحموي، بالإضافة إلى النزوح الداخلي الحاصل في المدينة بعد هدم ثلاثة أحياء فيها والذي شرد أكثر من 4000 عائلة داخلها.
مع هذه الأعداد الهائلة من النازحين يبدو أن الدعم الإغاثي للمدينة قليل جدًا ولا يغطي ثلث حاجة أسر الشهداء والمعتقلين والنازحين والفقراء في المدينة، ومع قلة الدعم فإن النشاط الإغاثي يقتصر على جمعية الرعاية الاجتماعية والهلال الأحمر السوري، وبالتالي فهو يمر عبر النظام، وباطلاع أفرع المخابرات التي تدقق قوائم التوزيع الموجودة لدى الجمعية والهلال.
يضاف إلى ذلك معاناة الناس أثناء استلامهم للمواد الغذائية بسبب الازدحام الشديد من ناحية، وبسبب بيع بعض الناس لحصصهم نظرًا لحاجتهم للمال أو لسوء المواد الموزعة من ناحية أخرى، فضلاً عن إهانة وإذلال الناس وخاصة النساء، فأغلب المحتاجين هم من أهالي الشهداء والمعتقلين والجرحى، وهو ما يجبر النساء على الذهاب لإحضار المعونة والوقوف في طابور الانتظار لوقت طويل مخافة اعتقال رجالهم، كما صدر مؤخرًا قرار عن جمعية الرعاية الاجتماعية بعدم مساعدة النازحين من أرياف حمص وحماه وإدلب.
وبعد جولة في أسواق المدينة برفقة المعتصم بالله عضو المكتب الإغاثي في كتلة أحرار حماة تبين أن أسعار المواد الغذائية أصبحت ثلاثة أضعاف ما كانت عليه سابقًا، وهذه بعض الأسعار التي تم رصدها خلال الجولة:
تنكة زيت زيتون (20 ليتر) 11 ألف ليرة، تنكة زيت دوار الشمس (20 ليتر) 9 الاف ليرة، كيلو لحم الغنم 1300 ليرة، كيلو الرز 225، كيلو السكر 125، كيلو الجبنة 500 ليرة، كيلو السمن 450 ليرة، كيلو رز الكبسة 450 ليرة، صحن البيض 550 ليرة، كيلو اللبن 200 ليرة.
يقول المعتصم إن النظام يحاول استغلال هذه المرحلة بإعادة الحاضنة الشعبية لصالحه من خلال نشر دوريات الشبيحة في أسواق المدينة وأمرهم لبعض التجار بخفض الأسعار، وهذا ما حصل في شارع الزاغة في حي الصابونية منذ أيام حين قامت دورية لعناصر فرع أمن الدولة بأمر التجار بخفض الأسعار وقاموا بضرب أحد أصحاب المحلات وإهانته لبيعه صحن البيض بـ 500 ليرة، وهذا ما لاقى تأييد الناس وارتياحهم، وأضاف المعتصم أن الدعم الإغاثي القليل الذي يأتي إلى المدينة يذهب الجزء الكبير منه لجمعية الرعاية الاجتماعية التابعة للنظام، وقال إن آخر مبلغ تم استلامه من الائتلاف لإغاثة حي طريق حلب بعد المجازر التي حصلت فيه وزع مبلغ قليل جدًا منه عن طريق اللجنة الإغاثية للحي وباقي المبلغ وزع عن طريق جمعية الرعاية، وهذا ما يفقد الثورة حاضنتها الشعبية، إذ يظن بعض الناس أن الدعم الإغاثي مقدم من النظام عبر الجمعيات الحكومية، التي يدعمها المحافظ وتشرف عليها الأفرع الأمنية، كما أن بعض المساعدات في جمعية الرعاية والهلال تذهب للقرى الموالية مثل قمحانة والربيعة وغيرها.
هذا الارتفاع الهائل في أسعار المواد الغذائية مع الارتفاع الكبير في معدل البطالة، إضافة إلى الواقع الإغاثي المتردي في المدينة ينذر بكارثة إنسانية حقيقية إذا لم يتم إعادة النظر في حال المدينة.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :