نشرت صحيفة الغارديان البريطانية تحقيقًا اتهمت فيه بعض عمال الإغاثة في مخيمات اللجوء اليونانية، وخاصة في مراكز جزيرة ليسبوس، بنشر كتيبات ونصوص باللغة العربية تدعو اللاجئين لتبديل دينهم إلى المسيحية.
ونشرت الصحيفة، في تقرير نشر الثلاثاء 2 آب الجاري، صورة من كتاب تضمنت فقرة بعنوان “قراري”، ويعود الكتاب لما يسمى “جمعية الكتاب المقدس”، واحتوى عبارة “شارك بقرارك المصري وعندها سنرسل لك معلومات عن المصادر المجانية التي يمكنك استخدامها للنمو في التقرب إلى الله”.
ووفق الصحيفة يحاول المسيحيون من عمال الإغاثة تحويل دين اللاجئين المسلمين المحتجزين بموجب اتفاق الهجرة بين الاتحاد الأوروبي وتركيا.
وينشر العمال نسخًا باللغة العربية من الإنجيل، وتدعو النسخ اللاجئين للتوقيع على البيان التالي “أعرف أنا آثم.. أطلب من يسوع أن يغفر لي خطيئاتي ويهبني الحياة الأبدية.. رغبتي هي أن نحب ونطيع كلمته”.
ونقلت عن طالبي لجوء تسلموا النسخ قول بعضهم، وقال محمد من دمشق “إنها مشكلة كبيرة لأن الكثير من الناس المسلمين هنا لديهم مخاوف من تغيير دينهم”، مردفًا “إنهم بدأوا بذلك منذ شهر رمضان”.
بينما قال اللاجئ أحمد “نحن مسلمون ككل الأديان”، متسائلًا “إن كنت مسيحيًا وأعطيتك القرآن فما هو شعورك؟”.
وأوضح بعض طالبي اللجوء أن الكتيبات وزعت عن طريق بعض عمال الإغاثة في المنظمة الأوروبية للإغاثة، وهي منظمة يونانية، أصبحت من أكثر المجموعات نشاطًا في منطقة موريا، بينما تشرف وزارة الهجرة اليونانية على المخيم.
وتحدثت الصحيفة مع القائمين على المنظمة، واعتبر مديرها، ستيفانوس ساميوتاكيس، أن حوادث التوزيع فردية، مشيرًا إلى أن المنظمة ترفض توزيع هذه النسخ، ومؤكدًا أنه سيتخذ إجراءات تأديبية بحق موزعيها.
ويقطن حوالي 57 ألف لاجئ داخل مراكز احتجاز في الجزر اليونانية، بعد الاتفاق بين الاتحاد الأوروبي وتركيا منذ آذار الماضي، وانتقدت عشرات المنظمات الحقوقية الأوضاع الإنسانية التي يعيشها سكان تلك المخيمات.
ويتعرض اللاجئون لضغوط كثيرة دفعت بعضهم إلى إيذاء نفسه احتجاجًا، فيما حذرت المنظمات الدولية المعنية بحقوق الإنسان، من توجههم إلى الانتحار.