ليلة طويلة عاشتها بلدة الجيزة في ريف درعا الشرقي، أمس الأربعاء 4 آب، بعد حشدِ كبير لفصائلها وأبنائها للمطالبة بإعدام فايز عبد النبي (أبو سيدرا)، وهو قائد “فوج المدفعية” التابع لـ “الجبهة الجنوبية”، وأحد أبرز قياديي “الجيش الحر” في درعا.
وتعود القضية إلى مساء أمس، مع عودة عدد من أبناء بلدة الجيزة من نقاط قتالهم في محيط مدينة البعث في محافظة القنيطرة، مرورًا بحاجز الشياح الرئيسي في درعا البلد.
وتفاجأ أبناء الجيزة بحشد كبير لعناصر “فوج المدفعية” يتقدمهم قائد الفوج، وباشروا بإطلاق النار على المجموعة، ما تسبب بمقتل ثلاثة منهم وجرح آخرين، واعتقال ثمانية منهم واقتيادهم إلى سجون الفوج، بحسب مصادر عنب بلدي
وفي وقتٍ لاحق تدخل “جيش اليرموك” وأفرج عن المعتقلين وسلّمهم لذويهم في الجيزة، في سعي لتخفيف التوتر، لتشهد البلدة تحركات مسلحة مكثقة وانطلاق رتل كبير من فصائلها بهدف إلقاء القبض على “أبو سيدرا”.
بدوره، بادر القيادي قبل منتصف الليل بتسليم نفسه برفقة أخيه إلى محكمة “دار العدل” في درعا، والتي لم تعلق أو تصدر أي بيان حتى ساعة إعداد التقرير.
ومع تضارب الروايات عن السبب المباشر وراء العملية، أشارت عدة مصادر لعنب بلدي أن المجموعة المستهدفة، والمعروفة باسم “مجموعة أبو المعتز”، كانت تعمل سابقًا ضمن “فوج المدفعية” قبل انشقاقها عنه، ليتهمها قائد الفوج بالعمالة لجيش “خالد بن الوليد”، المتهم بمبايعته تنظيم “الدولة الإسلامية”.
ويعتبر “فوج المدفعية” أحد أبرز تشكيلات “الجيش الحر” في درعا، وهو متخصص بالرمايات المدفعية والصاروخية، ويمتلك ترسانة كبيرة من المدافع وراجمات الصواريخ، وشارك في معظم المعارك التي شهدتها محافظتي درعا والقنيطرة.
لازال التوتر سيد الموقف في الجيزة، بانتظار تصريحات وقرارات “دار العدل” حول الحادثة، كما أغلقت كافة محلات البلدة صباح اليوم حدادًا على أبنائها الثلاثة.