الفيل يا ملك الزمان… (إلى الفئة الصامتة!!)

tag icon ع ع ع

جريدة عنب بلدي – العدد الثاني عشر – الأحد 22 نيسان 2012

(الفيل يا ملك الزمان) ليس عنوانا لفيلم كرتوني يستمتع الأطفال بمشاهدته في أوقات فراغهم ..ولا هي قصة كوميدية  يرويها الناس لبعضهم كي يرفهوا عن أنفسهم ..(الفيل يا ملك الزمان) عنوان لمسرحية تحاكي واقعا مريرًا ،هذه المسرحية للكاتب الراحل سعد الله ونوس تعكس واقعًا سوداويًا لمجتمع ألف الضيم والذل والهوان ولم يجرؤ حتى على الشكوى … المسرحية باختصار تحكي قصة ملك ظالم مستبد له فيل مدلل كان يعيث فسادًا في أملاك  الناس وعندما وصلت الأمور حدًا لا يطاق اقترح أحد حكماء المدينة أن يقابلوا الملك ويشتكوا جور الفيل وطغيانه وعندما وصلوا إلى الملك سألهم عن سبب مجيئهم فقال الحكيم: الفيل يا ملك الزمان… فيسأله الملك: ما بال الفيل؟؟.. ويتكرر الأمر أكثر من مرة، الحكيم يشكو والملك يسأل وقد كان الحكيم ينتظر ممن معه أن يساندوه ويرفعوا شكواهم إلى الملك إلا أن أحدهم لم يجرؤ على فعل ذلك فضجر الملك وهو يسأل: ما بال الفيل؟ وهنا كانت الإجابة التي تعكس حالة الخوف والخضوع حيث أجاب أحدهم بقوله:  (الفيل يا ملك الزمان نراه وحيدًا ونريد أن نزوجه لينجب لنا فيلة آخرين!!!!)

لا شك أن غالبية الشعب السوري كسروا حاجز الصمت وأثبتوا في ثورتهم المباركة شجاعة لا نظير لها.. إلا أن فئة منهم وهم المشار إليهم في المسرحية، هؤلاء مازالوا بعيدين كل البعد عن الثورة بحجة الخوف حينًا والتخاذل والرضوخ أحايين أخرى بل إن بعضهم يرى في الثورة عملًا فوضويًا يرجع بنا إلى القرون الوسطى وكأن سورية في عصر الأسد قد قفزت حتى عانقت الفضاء..

لأولئك الصامتين أتوجه بالقول: إن صمتكم سيخلف أجيالًا جديدة من الفيلة  أكثر حمقًا وجورًا وظلما من سابقيها وأنتم ستكونون أول ضحاياها لأنكم أنتم الجسر الذي يعبر فوقه المستبد حتى يصل إلى قمة طغيانه.. لا يُسمع لكم ضجيجا ولا تأوّها وإنما يصل الأمر إلى أنكم ترون الرحمة في جلادكم إن ضربكم وعذبكم دون أن يميتكم …

هي فرصة لكم لتخرجوا عن صمتكم وتنضموا إلى ركب الثورة.. فرصة قلما يجود الزمان بمثلها فسارعوا وكونوا على مستوى تضحيات وبطولات إخوانكم في الوطن فالثورة مستمرة شاء من شاء وأبى من أبى والشعب قد عرف الحياة فماله عن درك أسباب الحياة محيد..

نجاح

شكرًا لك! تم إرسال توصيتك بنجاح.

خطأ

حدث خطأ أثناء تقديم توصيتك. يرجى المحاولة مرة أخرى.





×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة