إمساكية رمضان تعود من جديد في دوما
عنب بلدي – العدد 73 – الأحد 14-7-2013
إمساكية رمضان ليست مجرّد ورقة مطبوعة، بل هي تقليد مهم من تقاليد رمضان وعاداته، أوقات الصلوات، الإفطار، السحور، أدعية الصائم، أحاديث تذكّر بفضل الصيام؛ جميع ذلك مكتوب بطريقة فنّية تجعلها لوحة تتصدر بيوتنا جميعًا..
إمساكية رمضان اليوم -كما كل عادات رمضان- باتت أمرًا نادر الوجود في الغوطة الشرقيّة، بسبب ندرة ورق الطباعة وغلاء أسعاره اللامعقول إن وجد، وعدم وجود كهرباء أو حبر للطابعات..
لكن كما كل محنة استطاع الشباب المفكّر تحويلها إلى منحة، إذ نظّمت مؤسسة رواد الهدى التعليمية في الغوطة الشرقيّة فعاليّة مميزة لعلّها الأولى من نوعها في سوريّة لإنتاج إمساكية رمضان مصنّعة يدويّا..
كان لجريدة عنب بلدي لقاء مع الأستاذ أحمد صاحب فكرة الفعاليّة، يقول الأستاذ: «في الحقيقة فإنّ تعاملنا اليومي مع الطاقات الشبابيّة الفعّالة كان له الدور الأكبر في خلق الفكرة، بدأنا باستشارة الرسّامات والمصمّمات من حولنا، اللواتي أبدين رغبة شديدة بالعمل على الموضوع، فاقت الحماسة كل صعوبة، إذ قدّمن لنا ما يزيد عن السبعة تصاميم مميّزة وغير مكرّرة خلال يومين فقط، بدأنا بعدها بنشر إعلان كبير بين الطالبات في مختلف المراكز والمراحل التعليميّة، طبعنا التصاميم بالحبر الأسود فقط لعدم وجود حبر ملوّن في الغوطة، ثم كانت فعاليّة التلوين للامساكيّات اليوم السبت 13 تمّوز 2013، قمنا بتأمين ألوان مختلفة للطالبات، وتركنا لهنّ حرّية اختيار الألوان وابداعها.. وها هي النتيجة بين أيديكم»
وفي سؤال للآنسة نور إحدى منظّمات فعاليات تلوين الإمساكية الرمضانيّة عن فائدة هذا المشروع ومدى جدواه تقول: « في البداية كان الأمر وسيلة لمواجهة العقبات الكثيرة وتحايلًا على الظروف الصعبة ﻹعادة أحد أجواء رمضان المفقودة، لكنّه ومع أوّل لون على أول إمساكية غدا متعة وفنًّا وإبداعًا تترجمه أنامل الطالبات، لاحظنا كمشرفات مدى تعبير الألوان عن النفسيّات وقدرتها على ترجمة الضغوطات النفسية بشكل ملموس، ومن ثمّ تفريغ هذه الضغوط لينعكس الأمر راحة ملحوظة عند الطالبات..»
الطالبة رغد لفتت نظرنا بإشراق ألوان لوحتها، سألناها عن رأيها بالفكرة فأجابت بأنه «مشروع رائع، شعرنا معه بقدرتنا على الإبداع والمشاركة في المجتمع، كما أنّه أنسانا الجوع والتعب، وبرأيي فإن فعاليّات كهذه يجب أن تستمر حتى في حال تحسّن الظروف، ﻷن الصناعة اليدوية أحمل وأقرب للنفس»
هل للأمر جدوى؟
وما فائدة الإمساكية اليوم؟
سألنا الآنسة نجوى إحدى المشرفات على الفعاليّة فقالت موضحة لنا «طبعًا للأمر جدوى كبيرة، انعكاس الموضوع على نفسيات الطالبات، قدرتهنّ على الإنتاج بتكلفة بسيطة نسبة للتكاليف المفترضة بإنتاج الإمساكيّات، ولك أن تتخيّل سعادة الناس والتأثير النفسي لعودة عادة من العادات الجميلة التي أفقدنا إياها الحصار اليوم، ليست مجرّد ورقة ملوّنة، هي تحدّ وإثبات بقاء بالدرجة الأولى»
تركنا ورشة العمل تتملّكنا الدهشة بمستوى الإمساكيّات التي تنافس بجدارة أرقى أنواع المطبوعات لفرديّتها وتميّز الفن فيها، تركناها يحذونا الأمل بمستقبل مشرق للجميع بسوريّة الغد، كلوحات الفنّانات الصغيرات المتألّقة.. ما زادها تنوّع ألوانها إلّا إشراقًا..
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :