قال نجل منفذ عملية كلية المدفعية في حلب، ياسر إبراهيم اليوسف، في حديثٍ إلى عنب بلدي، إن “يوم المدفعية الذي يتكرر اليوم، كان اليوم الأول لإعلان الحرب على الطائفية السياسية”.
واسترجع اليوسف، الذي يشغل حاليًا عضو المكتب السياسي في حركة “نور الدين الزنكي” في “الجيش الحر”، كلمة والده الموجهة إلى الطائفة العلوية، وقال فيها “نريدكم بيينا ولا نريدكم سادة علينا”.
ما هي عملية كلية المدفعية؟
وتعود المعارك على تخوم كلية المدفعية اليوم بالأذهان إلى أكبر عملية تصفية نفذت فيها، على يد النقيب إبراهيم اليوسف، في 16 حزيران 1979، حين قام بجمع قرابة 200 ضابط من الطائفة العلوية وتصفيتهم، بمساعدة أصدقائه، وعلى رأسهم عدنان عقلة.
وجاءت العملية ردًا على ما قالت “الطليعة المقاتلة” إنها اعتقالات وملاحقات من الأمن السوري لجماعة “الإخوان المسلمون”، تعدّت إلى اعتقال المتديّنين وتعذيبهم في السجون أو تصفيتهم.
و”الطليعة المقاتلة” هي مجموعة انشقت عن جماعة “الإخوان المسلمون”، وأسس منهجها الشيخ مروان حديد، وواجهت النظام السوري بالسلاح لا السياسة.
وفي تسجيل نادر موجّه للضباط وصفّ الضباط وأفراد الوحدات الخاصة، قال النقيب إبراهيم اليوسف “أنتم لستم أعداءنا الحقيقين، بل أنتم أخوتنا وأبناؤنا، ولكنكم عندما تقومون بهذه الأعمال المشينة، وتقفون في صف أعداء وجلادي هذه الأمة، وتوجهون أسلحتكم إلى صدور أهلكم وإخوانكم، فإننا مضطرون للرد على النار بالمثل”.
ونفذ النقيب حينها تهديده بعدة عمليات أبرزها عملية “باص مدرسة المدفعية” عام 1980، والتي قتل فيها 45 ضابطًا.
النظام السوري اعتبر العمليات آنذاك “مجازر” نفذها “الإخوان المسلمون”، وكانت سببًا مباشرًا في تحجيم دور الضباط السنة في الجيش.
ياسر اليوسف: الكلية ستعود للشعب
نجل اليوسف أكّد، في حديثٍ إلى عنب بلدي، على الانتصار في المعركة بقوله “لأن للشعب ذاكرة لا تنسى وللمظلوم حق في رقبة الظالم ستعود مدرسة المدفعية وحلب وكل سوريا ملكًا للشعب، بكل مكوناته ومذاهبه وطوائفه وقومياته”، مشددًا على أنها “لن تكون بعد اليوم ركنًا ومأوىً للظالمين الظلاميين الطائفيين”.
ووصلت فصائل المعارضة السورية إلى تخوم كلية المدفعية، بعد تقدّم كبير حققته من خلال معركة “ملحمة حلب الكبرى” في الأيام القليلة الماضية.
وتفصل الكلية حاليًا المعارضة عن فك الحصار عن أحياء حلب الشرقية، بعد عملٍ منظّم بالتنسيق بين غرفة عمليات “جيش الفتح”، من خارج حلب، وغرفة عمليات “فتح حلب” من داخلها.
وأوضح اليوسف، الذي يشارك فصيله (الزنكي) في المعارك، أن المعركة مستمرة ولها اعتبارات عسكرية ولوجستية”، مشيرًا إلى أنها تحتوي على عددٍ كبيرٍ من الأبنية والمستودعات إضافة لأكثر من ألف عسكري يتحصنون داخلها”.