رمضان داريا الثالث

  • 2013/07/15
  • 1:27 م

عنب بلدي – العدد 73 – الأحد 14-7-2013
فادي – داريا
2
هو ثالث رمضان ذاك الذي أطل علينا، ولم يكن أحدنا يعلم أو يمكنه التنبؤ بالحال التي وصلنا إليها..
رمضان هذا بنكهة العذاب والفراق ونقص الموارد..
هنا لا وجود لحنان الأم الذي تربينا واعتدنا عليه طيلة خمس وعشرين سنة وهي تجهز السحور والفطور وتذكرنا بقراءة القرآن والصلاة جماعة والذهاب إلى صلاة التراويح.
في هذا العام فقدنا الكثير من أصدقائنا الذين اعتدنا عليهم وأمضينا طفولتنا وشبابنا ودراستنا وشاركونا حياتنا أكثر من الأهل أنفسهم.
لن نستطيع الذهاب إلى صلاة التهجد في جامع عبد الكريم الرفاعي وما كانت تحمله من أجواء رائعة، لن نعاود الذهاب مع أحد الأصدقاء الذي كان يجمعنا يوميًا بسيارته الكبيرة (قرابة 15 شابًا) ولنحيي الليل ثم نذهب ونتسحر في مطاعم الميدان.

أين هم الآن … بقي منهم واحد والبقية اختلف مصيرهم، وفقدنا معظمهم ما بين شهيد وجريح ومعتقل، أو مجبر على العيش خارج حدود الوطن.
يأتي رمضان في ظل غياب شبه كامل للكهرباء وانعدام لمعظم المواد الغذائية الأساسية نتيجة الحصار الخانق الذي نعيشه لأكثر من ثمانية شهور.
ولكن لابد لنا وأن نعيش يومنا، ونعطي لأنفسنا الراحة والسرور
نجتمع كل يوم ويجري كلّ منا اتصالاته مع أمه أو اخته للحصول على طريقة عمل إحدى الطبخات، ومن ثم ندخل في نفق من التجارب، وطبعًا لا يمكن للفطور أن يجهز إلا عند العشاء أو قبله بقليل.. نطبخ على الحطب في ظل انعدام الغاز، نصنع طبق الفتوش من مادة واحدة (وهي البقلة).. لأول مرة نصنع التمر الهندي بعد أن اعتدنا على شرائه جاهزًا

رغم كل ما عشناه … لازلنا نشعر بلذة الإفطار والسحور
ننسى -أو نتناسى- مآسينا وجراحنا ونتساعد مع بعضنا لنرسم سعادتنا على وجوهنا.
على أمل أن نستمر في الطريق الشاق الذي لازلنا نسير فيه للرمضان الثالث على التوالي.. وكلنا أمل بنهاية مشرقة.

مقالات متعلقة

قراء

المزيد من قراء