يسعى القائمون على مناطق الإدارة الذاتية شمال شرقي سوريا، إلى تحسين الخدمات في مناطقهم بجهود محلية، لتكون نواة لمؤسسات قادرة على إدارة الدولة، عبر تنظيم الدوائر المعنية بأمور المدنيين، وتعاملاتهم، فضلًا عن إنشاء الجمعيات والمعاهد والمدارس.
وبينما تعمل الإدارة الذاتية على تطوير إمكانياتها بشكل فردي، برز نقص الكوادر البشرية المؤهلة كعائق حقيقي، يهدد المشاريع التي تتجه لتنفيذها، الأمر الذي أوحى بأهمية إنشاء جامعة محلية، تشمل اختصاصات مختلفة، يمكن أن يحيط خريجوها باحتياجات المجتمع.
وكانت الإدارة الذاتية أعلنت بداية شهر تموز 2016، عن افتتاح جامعة “روج آفا” التي تتخذ من مدينة القامشلي مقرًا لها، على أن تنطلق خلال العام الدراسي 2016 – 2017.
مالك حنا، نائب رئيس هيئة التربية في “الإدارة الذاتية” أكّد أنّ إنشاء جامعة “روج آفا” يهدف بالدرجة الأولى لتخفيف الضغط عن طلاب محافظة الحسكة، الذين يضطرون لقطع مسافات طويلة بهدف الوصول إلى الجامعات.
وتضم الجامعة كليات عّدة، وهي الطب البشري، الهندسة باختصاصات (هندسة زراعية – هندسة معلوماتية – هندسة بترول – هندسة الاتصالات، وكلية التربية والعلم باختصاصات (معلم صف – رياضيات – فيزياء – كيمياء)، فضلًا عن كلية الأدب الكردي.
“سقفًا يجمع الكرد والعرب والسريان” كما يصفها ريشان محمد، الطالب في معهد “موزبتامية” في القامشلي، والذي أكّد أهمية الخطوة رغم كونها “جاءت متأخرة”.
ويضيف محمد “ستكون جامعة روج آفا العقل الأول لإدارة المؤسسات والمجتمع وتجميع الطلبة تحت منهاج واحد بعيدًا عن الانقسامات”.
وبينما يضع القائمون على الجامعة مشاريع وخطط مستقبلية كبيرة، ضمن مخططات زمنية محددة وبرامج واضحة ومعلن عنها، إلا أنّ ضبابية مستقبل مناطق الإدارة الذاتية، يحد من التفاؤل والتوقعات حول الكلية.
كما يتردد الطلاب في التقديم للمفاضلات المرتقبة، يواجهون تساؤلات عدة أبرزها حول توفر الكادر التدريسي المختص، فضلًا عن إمكانية الحصول على الشهادة الجامعية المعترف بها، في الوقت الذي لم تحظَ الإدارة الذاتية بأي اعتراف دولي.