عنب بلدي – حمص
“ربما لا يكون عددنا كبيرًا إلا أنه نجاح وتحدٍ في ظل الحصار”، تصف الطالبة آلاء إحدى المتفوقات اللواتي شاركن في حفل مجموعة “علمني” التعليمية داخل حي الوعر المحاصر، وكرمت خلاله الطالبات المتفوقات للعام الدراسي الماضي، الاثنين 25 تموز.
آلاء واحدة من 17 طالبة متفوقة، سبعة منهن درسن في مدارس مجموعة “علمني” للتعليم الأساسي، إلى جانب متفوقات الثانوية العامة، وحصلت طالبة من المجموعة على المرتبة الأولى على مستوى الحي بكافة مدارسه ومعاهده، بمعدل 234.5 من المجموع الكامل 240 درجة.
لم تنكر آلاء أن السنة الدراسية كانت متعبة في ظل القصف والحصار، إلا أن كل شيء ذهب أمام التفوق، كما تقول لعنب بلدي، داعية نفسها وزملاءها في الثانوية العامة إلى الاستمرار والمحاربة لمستقبل أفضل.
الحفل التكريمي الذي حضرته آلاء وزميلاتها، ضمّ الكادر التدريسي والإداري للمجموعة، وألقت خلاله بعض الطالبات كلمات عبرن فيها عن شكرهن للقائمين على “علمني”، وشرحن ظروفًا قاسية عانين منها، ولكنها لم تقف في طريقهم نحو النجاح والتفوق، كما شمل فقرات رقص للأطفال ونشاطات ترفيهية للطالبات.
أربعة مراكزتعليمية ترعاها “علمني”
تُعنى المجموعة التي تأسست داخل حي الوعر خلال العام الدراسي 2012 – 2013، بتعليم الطلاب من المرحلة الابتدائية حتى الثانوية ضمن أطر تعليم متطورة، يقوم عليها أساتذة مختصون ومتدربون، “لإنشاء جيل متعلم يبني سوريا الحرة بعد الأسد”، كما يقول مديرها محمود دياب لعنب بلدي، معبرًا عن فخره بنتائج طالبات مدارس المجموعة.
ويرى دياب أن واقع التعليم في الحي يتحمل مسؤوليته عنصران: الأول يتمثل بالواقع الذي نعيشه، والثاني عدم تحمل بعض القائمين على أمور التعليم في الحي لمسؤولياتهم، بينما استطاعت المجموعة توفير الدعم التعليمي والنفسي للطلاب المسجلين لديها، بحسب رأي الطالبة نور من الصف التاسع، وقالت لعنب بلدي إن “علمني” أعطت بصيص أمل للطالبات ودعمتهم للاستمرار رغم كل الظروف.
“علمني” واحدة من المؤسسات التي ترعى العملية التعليمية في حي الوعر، وتضم أربعة مراكز تعليمية متمثلة بالتعليم الابتدائي والإعدادي والثانوي والافتراضي (التعليم عن بعد)، وتبلغ الطاقة الاستيعابية للمراكز الأربعة 600 طالب وطالبة سنويًا، وفق دياب، الذي يساعده 38 موظفًا ومدرسًا وإداريًا في تسيير أمور المجموعة.
ورغم تفوق الطالبات في الحي الذي يعاني مشكلات تعيق العملية التعليمية، لخلوه من المؤسسات النظامية، إضافة إلى اضطرار الكثيرين من أبناء الحي إلى المخاطرة والدراسة في مناطق النظام، وسط سياسة الاعتقال العشوائي أو التجنيد الإجباري، ما يزال أهله يحلمون بمؤسسة تعليمية تشرف عليها جهة واحدة تلغي التشتت في هذا المجال.