كتاب “رمل وزبد” من مؤلفات جبران خليل جبران المميزة، رغم أنه يقع في أقل من ثمانين صفحة، والكتاب مجموعة من تأملات فلسفية وحكم كتبها جبران بعشوائية مشتتة، على قصاصات ورق متناثرة، وفي أماكن متفرقة إضافة لتعليقاته على رسوماته، لكن صديقته “بابارا يونج” أدركت قيمتها وطلبت منه أن تجمعها في مجلّد واحد، وهو ما سخر منه جبران بداية بقوله “إنه ليس غير رمل وزبد”، لكنه وافق على فكرتها وبدءا بجمع محتوى الكتاب سوية.
وعندما انتهيا من جمعه قال جبران “ليس هذا الكتاب الصغير بأكثر من حفنة من الرمل وقبضة من الزبد… بين جناحي كل رجل وكل امرأة بعض رمل وبعض زبد، بعضنا يبيّن ما بين جانحيه وبعضنا يخفيه خجلًا، أنا لم أخجل، فاعذروني وسامحوني”.
صدر الكتاب بالإنكليزية أواخر عام 1926، بعد كتاب “النبي” كامتداد له، وكمقدمة لما ألفه بعده وهو “حديقة النبي”، وترجمه للعربية ثروت عكاشة وله ترجمة أخرى لأنطونيوس بشير. والملاحظ أن ترجمة ثروت عكاشة أفضل، لدرجة يقول النقاد “لو أراد جبران بنفسه أن يترجم كتاب رمل وزبد لما أتى بأجود مما أتى به عكاشة”.
لغة الكتاب بلاغية ومليئة بالتشبيهات والصور البديعة، تشعر معها أن جبران يرسم بكلماته، ويحكي بلوحاته، بنفَس صوفي زاهد بالدنيا وما عليها، علاوة على دقة المترجم في اختيار الكلمات.
ويضم “رمل وزبد” إضافة لما يزيد عن 300 حكمة، قصة استهلّ بها جبران الكتاب، ولوحات رسمها متماهية مع معاني كلماته.
اقتباسات من الكتاب
“أزهار الربيع هي أحلام الشتاء”.
“الرغبة نصف الحياة أما عدم الاكتراث فنصف الموت”.
“كيف أخسر إيماني بعدل الحياة وأنا اعرف أن أحلام الذين ينامون على الريش ليست أجمل من أحلام الذين ينامون على الأرض؟”.
“إذا كان قلبك بركانًا، فكيف تتوقع أن تزهو الأزهار بين يديك؟”.
“أتوقُ إلى الخلود، ففيه سألتقي بقصائدَ لم أكتبها وبلوحاتٍ لم أرسمْها”.
“كثير من المذاهب كزجاج النافذة، نرى الحقيقة من خلالها، ولكنها تفصلنا عن الحقيقة”.