سيطرت قوات الأسد والميليشيات الرديفة، مساء أمس، الخميس 28 تموز، على حي بني زيد في الجهة الشمالية الغربية لمدينة حلب، وهو أول تقدم نوعي يحققه النظام السوري في المدينة منذ نحو ثلاثة أعوام.
ولم تقتصر سيطرة قوات الأسد على هذا الحي فحسب، بل أحكمت قبضتها على دوار الليرمون الحيوي، والذي كان سابقًا عقدة المواصلات بين الأحياء الشرقية والريف الشمالي والغربي لحلب.
تبلغ مساحة حي بني زيد حوالي 1 كيلومتر مربع، ويعد بوابة رئيسية للمدينة من الجهة الشمالية، إذ يحده من الشمال دوار الليرمون، وهو نقطة بداية أوتستراد غازي عنتاب.
كما يحد “بني زيد” من الجهة الشرقية حي الأشرفية، الخاضع بمعظمه لسيطرة النظام السوري، وإلى الجنوب والجنوب الغربي يقع حي الخالدية الذي أصبح بالكامل تحت سيطرة النظام أيضًا.
سيطرت فصائل المعارضة على “بني زيد” عام 2013، وتركز وجود الفرقة “16” في “الجيش الحر” داخله، وهو فصيل اتهم من قبل النظام والموالين بتنفيذ مجازر وانتهاكات بحق الأهالي في أحياء حلب الغربية القريبة.
وبعد خروج الحي عن سيطرة المعارضة، باتت بلدة كفر حمرة مهددة بالسقوط أيضًا، إذ لا تبعد عن “بني زيد” سوى ثلاثة كيلو مترات. ويظهر القصف العنيف والاستهداف اليومي لها نية في أن تكون الوجهة المقبلة للقوات المهاجمة، وهو الأمر الذي سيعزز حصار حلب فيما لو تم.
كذلك فإن انتقال المعركة إلى “كفرحمرة” سيهدد مدينتي حريتان وعندان، وبالتالي سيجعل الريف الشمالي القريب مراكز عسكرية لقوات الأسد، ما يعزز تواجد النظام في المحافظة، ويخنق المعارضة بشكل مضاعف.
وتؤكد مصادر عنب بلدي من داخل غرفتي عمليات “فتح حلب” و”جيش الفتح” تخطيط الطرفين لشن هجمات تستعيد من خلالها ما خسرته خلال الأسابيع الأخيرة، وهو ما يتطلب عملًا من داخل وخارج المدينة.
بدأ الحصار يخيم على حلب، منذ مطلع تموز الجاري، برصد قوات الأسد لطريق “الكاستيلو”، ثم السيطرة فعليًا على جزء من الطريق، والذي يعد شريانًا حيويًا وحيدًا للأحياء الشرقية، وأخيرًا نجحت هذه القوات في إحكام قبضتها على دوار الليرمون، نهاية قوس “الكاستيلو”.