أعلن أبو محمد الجولاني مساء اليوم، الخميس 28 تموز، فك ارتباط جماعته بتنظيم “القاعدة”، وإلغاء تسميتها القديمة لتصبح “جبهة فتح الشام”.
واعتمدت التسمية الجديدة على ثلاث كلمات، حافظ من خلالها على كون الجماعة “جبهة”، وهي كلمة ذات دلالة عسكرية أو حزبية، تشدد في معناها اللغوي أن هذا التشكيل سيكون في مقدمة خطوط المواجهة ضد “الأعداء”.
أما الكلمة الثانية فهي “فتح”. وينظر من خلال ما قرأت عنب بلدي في مواقع التواصل الاجتماعي، أن إدراجها في المسمى الجديد هو تأكيد على الاستمرار في القتال ضمن غرفة عمليات “جيش الفتح”، إلى جانب فصائل أخرى كـ “حركة أحرار الشام الإسلامية”.
الكلمة الأخيرة في المسمى الجديد هي “الشام”، وهنا ربما أرادت قيادة الفصيل ابتعاث رسائل مبطنة تبين موقف الجماعة من القتال في سوريا حصرًا، دون طموحٍ توسعي كما كان عليه تنظيم “القاعدة” حين شن هجمات في دول غربية وعربية.
اعتمدت “جبهة فتح الشام” راية بيضاء، كما أوضح التسجيل المصور، وهو ابتعاد عن الخط الجهادي الذي أسسته “القاعدة” في الاعتماد على رايات سوداء، وسارت عليه “النصرة” و”جند الأقصى” وتنظيم “الدولة الإسلامية”.
وشكّلت الرايات السوداء للفصائل الجهادية هاجسًا لدى الغرب، فارتبطت ثقافيًا بالإرهاب على مدى أعوام، وهنا يرجّح ناشطون أن تكون “الجبهة” باتت أكثر وعيًا في الانفتاح على الفصائل السورية المحلية، والالتفاف على التوافق الروسي- الأمريكي حول استهدافها.
لكن في المقابل، يرى طيف واسع من المحللين والخبراء في الشؤون الجهادية أن فك الارتباط وإلغاء التسمية القديمة، ما هو إلا إجراءات شكلية أمنية في ظل المتغيرات على الساحة السورية، بينما سيبقى الانتماء العقائدي والفكري راسخًا بين قادة وعناصر “النصرة” لصالح “القاعدة”.