دير الزور – أوس العربي
عقد المجلس المحلي لمدينة دير الزور اجتماعه بالتزامن مع الذكرى السنوية الأولى للحملة العسكرية على المدينة بحضور ممثلين من النشاط الإغاثي والطبي والخدمي بالإضافة لوجود ممثلين عن الحراك العسكري والجيش السوري الحر في المدينة.
وافتتح الاجتماع بكلمة للمهندس حسين الحيجي الرئيس المنتخب للمجلس المحلي مشددًا على احترام الحراك المدني في المدينة والتزام المقاتلين بجبهات القتال فقط وترك الأمور المدنية للناشطين المدنيين سواء كانوا من المجلس المحلي أو من أي حراك ثوري في المدينة.
وتحدث الدكتور صالح العبد لله الممثل عن العمل الطبي في المدينة «بلغة الأرقام» عن عدد الإصابات والشهداء في المدينة وريفها بعد عام من الحملة إذ بلغ عدد الشهداء الموثقين في المدينة ما يقارب الخمسة آلاف شهيد جلهم قضوا في المدينة من المدنيين، كما تحدث عن نحو 13 ألف مصاب في المدينة وحدها، وهناك ما يقارب الثلاثة آلاف حالة بتر في الأطراف، ما يعني ثلاثة آلاف عاجز أو إعاقة حتى الآن، كما تحدث عن بضع مئات من حالات الإصابة في إحدى العينين وعشرات حالات فقدان البصر.
كما أشار إلى عجز الإمكانات الطبية أمام هذا الكم الهائل من الإصابات التي تصل الى المشافي بشكل ساعي وليس يومي على حد تعبيره، خصوصًا وأنه لا يوجد سوى مشفى وحيد في المدينة وعدد من النقاط الطبية التي يتألف جل كادرها من المتطوعين في ظل خروج الأطباء من المدينة على حد وصفه.
وتحدث الاستاذ عبد الرحمن الخضر رئيس المكتب الإغاثي في المجلس المحلي عن الواقع الإغاثي في المدينة بعد عام من الحصار حيث أشاد بالنشاط الذي قامت به كافة المنظمات الإغاثية في المدينة وتحدث عن الصعوبات الجمة التي تواجه هؤلاء سواء في الحصول على هذه الحصص من جهة أو «مواجهة الموت» عندما يدخلون المواد الغذائية إلى المدينة إذ إنهم يضطرون إلى إدخالها من جسر السياسية الذي سيطر عليه الثوار منذ أشهر، لكنه الى الآن في مرمى قناصة النظام ويقع يوميًا عشرات المدنيين أو حتى من أفراد المنظمات الدولية بين قتيل وجريح على هذا الجسر عند محاولتهم الدخول أو الخروج من المدينة.
وتحدث النقيب المنشق محمود رفيق ممثلًا عن الحراك العسكري في المدينة مستعرضًا مسيرة العمل العسكري على مر العام المنصرم وكيف أثبت الجيش السوري الحر بكل قطاعاته وفصائله وعلى اختلاف أفكار أفراده ومعتقداته درجة عالية من الصمود والبسالة وأن لهؤلاء إنجازات تحسب على الصعيد الميداني وللمدينة الفخر بأنها بحسب قوله «أول مدينة تسقط المركز الرئيسي للمخابرات السياسية في محافظة سورية وأنها أكثر المدن التي قتل فيها عدد من الضباط ودمر فيها عدد كبير من الآليات» لكنه لم يخفِ الضعف في التسليح والعتاد وعزا ذلك الى إسناد الأمر لغير أهله وانفراد البعض بحصة المدينة من الذخيرة والمتاجرة به والحؤول دون وصوله إلى المقاتلين على الجبهات.
وانتهى المؤتمر بتعقيب من قبل المهندس حسين الحيجي وفتح المجال للإعلاميين الموجودين بطرح تساؤلاتهم على المجلس ورؤساء المكاتب، وأثنى على الجهود المبذولة من قبلهم والتي كانت السبيل الوحيد لإيصال صوت وصورة المدينة إلى العالم ونقل معاناتهم عبر أثير صفحاتهم أو حتى مقاطع الفيديو التي يحملها هؤلاء.