الأسد يهلل لسقوط الإسلام السياسي
عنب بلدي – العدد 72 – الأحد 7-7-2013
عنب بلدي
من الطبيعي أن يهلّل بشار الأسد ونظامه لسقوط مرسي والإخوان في مصر، بعد أن أعلن الأخير قطع العلاقات بشكل نهائي مع الأسد وأن بلاده لن تمنع أحدًا من الذهاب إلى سوريا للقتال إلى جانب الثوار.
ففي لقاء مع جريدة الثورة التابعة للنظام صرح الأسد أن ما يجري في مصر هو سقوط للإسلام السياسي، وأن من «يأتي بالدين ليستخدمه لصالح السياسة أو لصالح فئة دون أخرى سيسقط في أي مكان في العالم»، مضيفًا أنه لا يمكن خداع كل الناس كل الوقت، فما بالك بالشعب المصري الذي يحمل حضارة آلاف السنين وفكرًا قوميًا عربيًا واضحًا.
يحاول الرئيس «الممانع» أن يرسل رسالة للغرب وأمريكا وإسرائيل ليذكرهم من جديد أنني ونظامي نمثل «أفضل خيار ممكن» في سوريا، فقد يكون البديل على شاكلة الأخوان في مصر أو القاعدة أو الجماعات الإسلامية المتطرفة. ويركز على مسألة حكم الدين وتركيز هذا الأسلوب على مكون ديني واحد من الشعب وتهميش باقي المكونات أو استعدائها.
الحل الأمثل من وجهة نظر الأسد هو بقاؤه في السلطة، لأنه يعلن أنه نظام علماني يعادي الأخوان المسلمين منذ عقود، وقد أصدر والده بحقهم القانون 49 الشهير، القاضي بإعدام وملاحقة كل منتسبي الجماعة في سوريا. وله باع طويل يعرفه المجتمع الغربي في مطاردة الجماعات الإسلامية كحزب التحرير وجند الشام والجماعات المحسوبة على فكر القاعدة وغيرها. وبالتالي فهو الأقدر على هزيمة الإسلام السياسي ودفنه في المهد.
ولكن لن تغير هذه الرسالة بالنسبة لصورة النظام شيئًا يذكر أمام الغرب، فكل هذا التأخير في معالجة الأزمة السورية ليس كرمى عيون الأسد، ولكن لم يستجب هو لكل محاولات الحل السياسي، وبالتالي لابد لوقت إضافي حتى يتم إجباره على ذلك، من خلال تفوق معيّن للجيش الحر في ساحات القتال بعد قرار تسليحه.
في المقابل؛ فإننا نشعر بالأسف الكبير كون نظام الأسد يحاول اغتنام كل فرصة سياسية وإعلامية ليطيل عمره ويكسب نقاط قوة، في حين تغوص قوى المعارضة والثورة في مشاكلها التي أنهكت الثورة وضيّعت الكثير من عوامل القوة والتميّز.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :