السوري التائه بين الجولاني والبغدادي

no image
tag icon ع ع ع

أحمد الشامي
10 كأنه لم يكفِ السوريون كل المصائب التي تنزلها بهم عصابة اﻷسد ومماحكات المعارضة السورية التي تفرقت أيدي سبأ، حتى أتتهم أخبار الحرب الضروس التي يستعر إوارها بين دولة العراق والشام اﻹسلامية لصاحبها «البغدادي» وبين جبهة النصرة ﻷهل الشام بإدارة اﻷخ «الجولاني».
صحيح أن دكاني الجهادية السلفية هذين يتبعان نظريًا لذات «اﻹدارة» القاعدية في «تورا بورا»، لكن كلًا من الزعيمين يعتبر نفسه أحق بقيادة الجهاد في أرض الشام من شقيقه اللدود.
البغدادي يعتبر نفسه أولى باﻹمارة فجبهة النصرة هي الامتداد العضوي للقاعدة في العراق والرجل أولى من غيره بقطف ثمرات الحراك الجهادي وغنائمه. أما «الجولاني» وهو مثل صنوه «البغدادي» من خريجي مدرسة المخابرات السورية وفرع فلسطين وممن تدربوا على أيدي حرس الولي الفقيه الثوري، فيعتبر نفسه أولى بالغنائم لكونه انخرط مباشرة في القتال ولم يكتف بإدارة المشروع القاعدي في بلاد الشام عن بعد على مبدأ «جحا أولى بلحم ثوره…».
لحم الثور في هذه الحالة هو نحن السوريين…

ينتظر منا هؤلاء السفهاء أن نطيعهم كالقطيع ونخرج من عباءة عصابة اﻷسد إلى فسطاط القاعدة الرحيب والمشكلة الوحيدة الباقية هي فيمن يكون اﻷمير على دهماء السوريين؟ هل تنعقد اﻹمارة لسيد القاعدة في الرافدين «البغدادي» أو يؤول اﻷمر «لزلمة» الظواهري في الشام «الجولاني»؟
كأن السوريين خرجوا بصدورهم العارية يواجهون رصاص اﻷسد لرؤية الجولاني أو البغدادي في قصر المهاجرين بدل الرئيس الوريث!
الحق يقال أن الذهن اﻹبليسي لنظام العصابة في أسد قد تفوق على نفسه في تفريخ «صيصان» القاعدة هذه.
«الشهيد» مروان حديد ورفاقه الذين أخلصوا الذمة لله والوطن، سواء اتفقنا معهم في رؤيتهم أو لم نتفق، أعدمهم نظام اﻷسد ولم يطلق سراح أي منهم ﻷنه كان يعرف صدق إيمانهم وإخلاصهم لشعبهم، أما جماعة القاعدة والنصرة فلهم معاملة خاصة كونهم «من عظام الرقبة»…
لو كان هناك خير في إطلاق سراح هؤلاء لما كان النظام قد أخلى سبيلهم هم وكل قطاع الطرق والقتلة والحشاشين…

نجاح

شكرًا لك! تم إرسال توصيتك بنجاح.

خطأ

حدث خطأ أثناء تقديم توصيتك. يرجى المحاولة مرة أخرى.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة