ارتفاع المازوت يدفع بأجور النقل عاليًا
عنب بلدي – العدد 72 – الأحد 7-7-2013
والحكومة تغطي الغلاء بزيادات الرواتب.
أدى قرار رفع سعر المازوت الصادر عن الحكومة السورية يوم الخميس 20 حزيران 2013، إلى تحول ركوب وسائل النقل إلى رفاهيةٍ من رفاهيات العيش للمواطن السوري. وإن كانت الحكومة قد قابلت هذا الارتفاع بزيادة في رواتب موظفي القطاع العام تاركة بقية فئات المجتمع تئن من وطأه هذا الارتفاع.
سائق السرفيس والراكب
ما إن سمع سائقو السرافيس خبر إقرار الحكومة لرفع سعر المازوت حتى بدأوا يرفعون أجور النقل بأسعار متفاوتة في ظل غياب قرار رسمي يحدد التعرفة لكل خط.
وهذا ما أكده باسم وهو عامل في أحد محال البوظة في إحدى ضواحي دمشق حيث يقول «أدفع كل يوم 50 ليرة ذهابًا وإيابًا مقابل مسافة 6 كيلو متر، في حين كنت أدفع 20 ليرة قبل ارتفاع أسعار المازوت … اليوم كل واحد صار يسعر على كيفو» .
أما أبو حسام وهو موظف في إحدى الدوائر الحكومية فيقول «بعد أن أصبح من الصعب على باصات المبيت إحضاري بحكم سكني القريب من مناطق التوتر، اضطررت إلى استخدام السرافيس، ولكن مع غلاء أسعار المازوت والذي رافقه ارتفاع أجرة السرافيس أفضّل البقاء في منزلي لأني أصبحت أدفع نصف الراتب على المواصلات.»
بينما يرى عادل وهو سائق سرفيس على خط الكسوة في ريف دمشق أن السائقين «مظلومين هذه الأيام» حيث أن الجميع يقع باللوم عليهم لرفعهم أجور النقل بينما لا ينظرون إلى العبء الكبير الذي يطبق عليهم «فنحن اليوم ندفع ثمن ليتر المازوت 60 ليرة في الكازية إن وجد، ومعظم الأحيان لا نجده مما يدفعنا إلى شرائه من السوق السوداء والتي يختلف سعرها من شخص لآخر».
سائق التكسي والمواطن
ويبدو واضحًا أن غلاء المازوت لم يؤثر فقط على تعرفة السرافيس بل تعداه ليصل الأمر إلى سائقي التكاسي الذين أصبحوا يتقاضون الأجرة بناءً على تقديراتهم دون الرجوع إلى العداد، الأمر الذي دفع المواطن إلى الإحجام عن ركوب هذه الوسائل واعتبارها نوعًا من الرفاهية، فمحمد وهو طالب في كلية الاقتصاد يفضل الركوب في باصات النقل الداخلي أو السرافيس رغم «رداءتها» وارتفاع تعرفتها مؤخرًا على الركوب في التكسي التي أصبحت أقل تعرفة لركوبها تفوق الـ 100 ليرة داخل المدينة.
ويتابع محمد قوله إن ارتفاع أجور التكاسي ظل معقولًا داخل العاصمة إلى حد ما، لكن التنقل ما بين المدينة وضواحيها ومناطق الريف عموما ارتفع بشكل كبير حتى وصل إلى أربعة أضعاف تعرفة العداد، إذ تراوحت تعرفة الانتقال من دمشق إلى جديدة مثلًا 1000 – 1500 ليرة، في حين كانت قبل الأزمة لا تتراوح بين 150 – 300 ليرة.
ومن المعروف أن حال سائقي سيارات الأجرة كحال سائقي السرافيس، إذ يعانون من كثرة الحواجز المنتشرة في العاصمة وضواحيها، الأمر الذي يدفعهم إلى الانتظار لساعات حتى يتمكنوا العبور من منطقة إلى أخرى، وهذا ما دفعهم إلى زيادة الأجور .
ارتفاع سعر المازوت قابله ارتفاع رواتب موظفي القطاع العام
ومع قرار الحكومة برفع سعر المازوت قام بشار الأسد بإصدار مرسوم يقضي بزيادة الأجور والرواتب للعاملين المدنيين والعسكريين في الوزارات والإدارات والمؤسسات العامة، ليبرز السؤال الذي يرافق هذه المراسيم مجددًا، عن آليات تعويض المواطنين والعاملين خارج القطاع العام، الذين عليهم مواجهة الغلاء الناتج عن رفع سعر الوقود دون أن تقابلهم أية زيادة لرواتبهم وأجورهم في القطاع الخاص أو مهنهم الحرة.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :