لم أضحك طويلاً في الأسبوع الماضي خلال متابعتي للقنوات الفضائية العربية ولا سيما المصرية في تعليقها على أحداث المحاولة الانقلابية الفاشلة في تركيا، كما ضحكت على تلك المحطة التي أعلنت نجاح محاولة الانقلاب منذ الثانية الأولى لاندلاعها، وعندما جاءت النتيجة عكس ما تمنت، راحت تحلل وتنظر وتأتي بمحلليها العسكريين والسياسيين، ليخبرنا أحدهم بأن سبب فشل المحاولة، ليس كون الشعب التركي نزل إلى الشارع استجابة لطلب رئيسه، بل لأن من نزل إلى الساحات، هم عناصر من تنظيم «داعش» الذي تدخل لإنقاذ النظام، وأن التظاهرات التي ادعت بعض المحطات التركية حدوثها تأييدا لرجب طيب أردوغان، هي في الحقيقة صورة وثائقية لتظاهرة كانت في المغرب!
لتبارك المذيعة تحليل الضيف وتثني عليه، كون الجيش والشعب يكره هذا النظام ويتمنى سقوطه!
كشفت محاولة 15 يوليو 2016 الفاشلة في تركيا، الصورة البائسة لإعلامنا العربي الذي يذكرنا بإعلام «نكسة 1967»، حتى سقطت إحدى المذيعات بزلة لسان سرعان ما تداركتها، عندما قالت عن المحاولة الانقلابية «للأسف – شكرا لله» تم إحباطها!
ومحطات أخرى تحت غطاء مصادر عربية وأخرى أوروبية، ذكرت أن الجيش قد أحكم سيطرته على البلاد وسن دستوره الجديد وأن الرئيس أردوغان طار إلى ألمانيا أو جهة غير معلومة لكنه بأمان!
بل هناك محطات بعد ما أحبطت من إحباط المحاولة ابتكرت تحليلاً «جهنمياً» مقنعاً جدا عندما ذكرت أنها «مسرحية» دبرها أردوغان من أجل التخلص من آلاف الأشخاص من أعدائه في الجيش والقضاء والوظائف القيادية!
وبذلك تكون هذه أول «مسرحية» عجيبة في العالم يروح ضحيتها فقط مئات القتلى وآلاف الجرحى ويتجاوز أعداد المعتقلين والمقالين الـ 50 ألف شخص، من مختلف الجهات والمؤسسات الرسمية في الدولة، ويتم معها إعلان حال الطوارئ لثلاثة أشهر مقبلة!
«خوش» مسرحية!
مشكلتنا في إعلامنا العربي، أن غالبيته العظمى – إلا من رحم ربي – تسير ضمن أمانيها أو أجندتها وليس نقل الواقع وترك المشاهد يقرر… لذلك نجد معظم شعوبنا العربية تلجأ إلى المحطات الأجنبية لتتابع الأحداث، رغم الغث والسمين الذي بها!
على الطاير:
– من حقي أن تكون لي أجندة أو هدف أسعى إلى تحقيقه من وراء إنشاء نافذة إعلامية تمثلني، لكن ليس من حقي عند نقل الحدث، أن أكذب على المتلقين!
ومن أجل تصحيح هذه الأوضاع بإذن الله… نلقاكم!