لم يكن أحد من أهالي داريا يظن أن ثانوية “السيدة عائشة” الشرعية، التي بنيت بتبرعاتهم واحتضنت العشرات من أعراسهم ومناسباتهم الاجتماعية، ستتحول إلى “سجن حلب المركزي”، كما أظهرت كاميرا المخرج “البرلماني” نجدة أنزور.
فلم يكتفِ أنزور، عضو مجلس الشعب وصاحب “فانية وتتبدد”، باستثمار خراب داريا في أيار 2013، حين جالت كاميراته فيها لتصوير ثلاثية “تحت سماء الوطن”، فعاد إليها من جديد بعد ثلاثة أعوام، في عمل سينمائي يحكي قصة حصار سجن حلب المركزي، حمل اسم “رد القضاء”، برؤية مطابقة لرواية النظام السوري.
يقول أنزور، “المخرج العالمي”، كما وصفه موقع “دام برس” الموالي للنظام، إن الهدف من عمله الجديد (ردّ القضاء) هو تأريخ مرحلة حصار السجن المركزي في حلب، الممتدة من نيسان 2013 وحتى أيار 2014، متحدثًا في عمله عن “بطولات” المحاصرين من قوى الشرطة والجيش.
وبحسب ما رصدت عنب بلدي في تقرير مصور لـ “دام برس”، فإن الثانوية الشرعية ستكون “سجن حلب” في الفيلم الذي تنتجه المؤسسة العامة للسينما، كذلك فإن لقطات خارجية سيعتمد عليها المخرج في منطقة “كازية الرفاعي” ومدرسة الحكمة في حي “النكاشات”، عند البوابة الشرقية لداريا.
ويتزامن تصوير العمل، الذي كتبته ديانا كمال الدين من السويداء، كثاني تعاون فني بعد “فانية وتتبدد”، مع معارك مستمرة وقصف يومي لا يهدأ على أحياء داريا المدمرة والخارجة عن سيطرة النظام، وفي ظل أوضاع إنسانية متردية لنحو ثمانية آلاف مواطن محاصر، هم من تبقوا من سكانها الربع مليون.
“الثانوية الشرعية”، كما يطلق عليها الدارانيون، بنتها الجمعية الخيرية بداريا من تبرّعات الأهالي، وأبصرت النور في العام 2002، لتصبح معلمًا مهمًا في المدينة، الواقعة على أطراف العاصمة دمشق.
وشهدت الثانوية ومحيطها منذ العام 2011 أحداثًا عديدة بالتزامن مع انطلاق الثورة، وشهد بناؤها مواجهات عسكرية بين الجيش الحر وقوات النظام السوري، انتهت بسيطرة الأخير عليه في كانون الثاني 2013، وحتى يومنا هذا.
“ردّ القضاء” الذي حوّل الصرح العلمي في داريا إلى سجن مظلم حاولت المعارضة تحريره قبل أعوام، سيكون من بطولة مجموعة من ممثلي الصف الثاني في سوريا، على رأسهم: مجد فضة، لجين إسماعيل، ومروان أبو شاهين.
https://www.youtube.com/watch?v=2UsQ0MKZ05A&feature=youtu.be