خلافات دولية حول انعقاد «جنيف 2»، والمعلم: «ذاهبون لوقف العنف، لا لتسليم السلطة»
تستمر مباحثات الدول الغربية للوصول إلى مؤتمر «جنيف 2» الذي دعت إليه واشنطن وموسكو للوصول إلى حل سياسي للأزمة السورية، في ظل تباعد سياسي واضح حول مصير الأسد أو دعم أحد الطرفين، في الوقت الذي تظهر فيه المعارضة قبولها بحضور المؤتمر مشترطةً رحيل الأسد، فيما يعتبر نظام الأسد حضور مؤتمر جنيف «وقفًا للعنف، لا تسليما للسلطة».
ولم يخرج وزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبي بنتائج مرضية خلال اجتماعهم يوم الثلاثاء 25 حزيران في لوكسمبورغ، حيث تناقشوا في سبل الوصول إلى مؤتمر «جنيف 2» والحلول السياسية للأزمة السورية، إذ كررت منسّقة السياسة الخارجية الأوروبية كاترين آشتون، تصريحاتها عن أن الأسد لن يكون له دور في المسار السياسي الذي يدعمه الاتحاد الأوروبي، وقالت: «أكدنا بكل وضوح منذ مدة طويلة أننا لا نعتقد في إمكانية أن يكون الأسد جزءًا من المسار السياسي، أو أن يضطلع بأي دور قيادي في مسار بناء بلاده، وتقع المسؤولية على كاهل الأطراف المعنية للدفع من أجل جمع أطراف النزاع حول طاولة المفاوضات لتحديد خطة السير إلى الأمام».
كما لم يسفر اجتماع ضم مسؤولين روس وأمريكيين، بمشاركة المبعوث الأممي إلى سوريا (الأخضر الإبراهيمي)، في جنيف عن نتائج تُذكر، وشكَّك الإبراهيمي في إمكانية عقد المؤتمر الشهر المقبل، مشيرًا إلى خطورة امتداد الصراع السوري لباقي المنطقة، وقال «أعتقد أن عقد مؤتمر جنيف غير واضح حتى الآن، كما أن الأوضاع على الأرض لا تزال في تصاعد وخطورة، كما يمكن أن يعيق جهود حل الأزمة».
وأكد نائب وزير الخارجية الروسي غينادي غاتيلوف أن المحادثات الأميركية الروسية بخصوص الأزمة السورية «انتهت من دون اتفاق»، ولم يتحدد موعد للجلسة المقبلة، وانتقد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف وضع شروط مسبقة للمؤتمر من المعارضة وقال «إن روسيا ملتزمة بعقد مؤتمر للسلام بشأن الصراع في سوريا، لكن دولاً أخرى وجماعات تعقد الأمور بوضع شروط مسبقة».
أما الخارجية الأمريكية فقد رفضت تحديد جدول زمني لعقد المؤتمر، وخرج مساعد المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية بتصريح مبهم حول إمكانية عقد المؤتمر بقوله «إن مؤتمر «جنيف 2» سيلتئم عندما سيكون ذلك ممكنًا»، وأشار إلى أن الوضع على الأرض واستمرار النظام السوري في تجنب أي مشاورات يشكلان عقبة حقيقية.
ونقل موقع العربية نت عن مصادر في فرنسا –التي تراجعت عن تقديم أي مساعدات عسكرية للمعارضة السورية- تصريحات بأن جميع الدول الغربية باتت ترغب في «تأجيل انعقاد المؤتمر»، مؤكدة أنه يبتعد أكثر فأكثر، كما أكدت الجامعة العربية الخميس أنه لا توجد «مؤشرات إيجابية وقوية لديها يمكن الاستناد إليها للقول بأن مؤتمر «جنيف 2» سيعقد خلال فترة زمنية قريبة، وذلك بسبب تعقيدات الموقف الإقليمي والدولي».
وكان نظام الأسد قد أعلن موافقته المبدئية على حضور المؤتمر على لسان وزير الخارجية وليد المعلم رافضًا تسليم السلطة إلى حكومة مؤقتة لها كامل الصلاحيات، وقال المعلم «نحن ذاهبون إلى مؤتمر جنيف المرتقب لوقف العنف في سوريا وليس لنقل السلطة»، مشيرًا إلى أن «من يعتقد غير ذلك عليه ألا يذهب».
فيما رد الائتلاف الوطني السوري على تصريحات المعلم بـ «التزامه بأي حل سياسي يضمن حقن الدماء، ويحترم تطلعات الشعب السوري، ويحقق أهداف ثورته في الحرية والكرامة والانتقال بالبلاد إلى دولة مدنية ديمقراطية»، كما أكد أنه «لا يمكن أن يوافق بجنيف 2 إلا على رحيل الأسد وكل رموزه ومحاكمة كل من شارك بقتل السورين».
وتبقى هذه التصريحات تدور في حلقة مفرغة منذ أكثر من شهرين، بعدما كان من المفترض عقد المؤتمر في حزيران الجاري، في الوقت الذي تجاوز فيه عدد ضحايا الأزمة السورية 100 ألف قتيل بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :