عنب بلدي – العدد 71 – الأحد 30-6-2013
وروسيا تسحب رعاياها من طرطوس
صرح الأمير سعود الفيصل أن المملكة العربية السعودية «لن تقف مكتوفة الأيدي في مساعدة الشعب السوري للدفاع عن نفسه»، معتبرًا سوريا «أرضًا محتلة… تتعرض لغزو أجنبي»، فيما أكدت مصادر روسية أن موسكو أجلت كل موظفيها العسكريين من سوريا الذين «كانوا يعملون في ميناء طرطوس».
وقال الأمير سعود الفيصل في مؤتمر صحافي مع وزير الخارجية الأمريكية جون كيري في جدة يوم الثلاثاء 25 حزيران إنه لا يمكن اعتبار سوريا «إلا أرضًا محتلة»، محذرًا من تدخل إيران وحزب الله اللبناني في المعارك على الأراضي السورية.
وأكد الأمير موقف بلاده الرافض لمشاركة نظام الأسد في حاضر سوريا أو مستقبلها، لأنه «فقد شرعيته منذ اليوم الأول لانطلاق التظاهرات السلمية ضده»، واعتبر الائتلاف الوطني السوري ممثلًا شرعيًا للشعب السوري بمكوناته وأطيافه السياسية، وأنه أصبح مهيأ لتشكيل هيئة انتقالية حاكمة بمعزل عن أركان نظام الأسد وأعوانه «الملطخة أيديهم بالدماء».
كما استنكر الأمير سعود الفيصل مشاركة حزب الله اللبناني المدعوم بقوات الحرس الثوري الإيراني في قتل السوريين، وقال «يعد هذا أمرًا خطرًا لا يمكن السكوت أو التغاضي عنه، كونه يضيف إلى حالة الإبادة الجماعية التي يمارسها النظام ضد شعبه معنى جديدًا يتمثل في غزو أجنبي مناف لكل القوانين والأعراف والمبادئ الدولية والإقليمية».
وطالب بصدور قرار دولي «واضح لا لبس فيه، يمنع تزويد النظام السوري بالسلاح»، كما دعا إلى دعم الجيش الحر بقوله «تؤكد المملكة في الوقت ذاته ضرورة توازن القوى على الساحة السورية لمصلحة الجيش السوري الحر الذي يعتبر السبيل الوحيد لتعزيز فرص الحل السلمي الذي نسعى إليه جميعًا».
لكن وزير الخارجية الأميركي رفض الخوض في تفاصيل الأمور الفنية عن نوعية المساعدة والدعم اللوجستي الذي ستقدمه الحكومة الأميركية للمعارضة السورية.
يذكر أن السعودية بدأت بإرسال أسلحة نوعية للجيش الحر عبر هيئة أركان الحر بقيادة اللواء سليم إدريس.
من جهة أخرى نقلت صحيفة «فيدوموستي» الروسية عن مصدر عسكري قوله «روسيا أجلت كل موظفيها العسكريين من سوريا الذين كانوا يعملون حتى الآن في ميناء طرطوس بسبب النزاع في البلاد».
وقال المصدر في وزارة الدفاع الروسية «لم يعد هناك أي عسكري ولا أي موظف مدني تابع للوزارة في طرطوس»، وأوضح أنه «تقرر إجلاء الموظفين للحد من المخاطر المرتبطة بالنزاع في سوريا»، وهذا ما أكدته صحيفة الجارديان البريطانية فيما وصفتها بخطوة يبدو «أنها تؤكد مخاوف روسيا المتزايدة من تصاعد الأزمة».
يذكر أن قاعدة طرطوس الواقعة على بعد 220 كلم شمال غربي دمشق أنشئت بموجب اتفاق أبرم في عام 1971 إبان الحقبة السوفياتية، وهي تضم ثكنات ومباني تخزين وأحواض عائمة وسفينة للقيام بإصلاحات، بحسب وسائل الإعلام الرسمية الروسية، وأشارت الجارديان إلى أن إغلاق هذه القاعدة سيكون هو «الخسارة الحقيقية التي ستمنى بها روسيا» على الرغم من وجود 16 سفينة بحرية في شرق البحر المتوسط، إذ يعتبر المحللون ميناء طرطوس بمثابة رمز لنفوذ روسيا في الشرق الأوسط.