تلكلخ بيد قوات الأسد وناشطو حمص يوجهون نداءً أخيرًا
عنب بلدي – العدد 71 – الأحد 30-6-2013
سيطرت قوات الأسد مدعومة بعناصر من حزب الله على مدينة تلكلخ في ريف حمص الغربي يوم الأربعاء 26 حزيران الجاري، كما اقتحمت عدة قرى في ريف حماه الجنوبي في محاولة لفصل الريف الشمالي لحمص عن حماه، فيما حذر ناشطون حماصنة من «تمهيد الطريق لسقوط سريع ومدوٍ لحمص بشكل كامل»، في الوقت الذي بدأت فيه قوات الأسد حملة عنيفة على الأحياء المحاصرة داخل حمص.
بعد سيطرتها على القصير استطاعت قوات الأسد ومقاتلو تنظيم حزب الله اللبناني اقتحام مدينة تلكلخ التي تبعد 45 كيلو مترًا شرق طرطوس، بعد أسبوع على حصارها مستخدمة راجمات الصواريخ والمدافع، كما قطعت الاتصالات والماء بحسب الهيئة العامة للثورة السورية، وأكد العقيد قاسم سعد الدين الناطق باسم هيئة أركان الجيش الحر سقوط المدينة بيد قوات الأسد، إذ قال لـ (الشرق الأوسط) إن «كتائب المعارضة انسحبت من مدينة تلكلخ في ريف حمص بعد الهجوم العنيف الذي شنته القوات النظامية وميلشيا حزب الله»، وكانت الهيئة الثورية في مدينة تلكلخ قد نشرت على صفحتها في الفيس بوك، بيانًا أشارت فيه إلى أن «الثوار طلبوا السلاح والذخيرة وإغاثة الجرحى، لكن الائتلاف لم يستجب».
وبرر سعد الدين عدم إغاثة المدينة بالسلاح بأنها «كانت محاصرة ومن الصعب إدخال السلاح إليها»، لافتًا إلى أن «هيئة الأركان تسعى حاليًا لتحصين المناطق الريفية المحاذية لتلكلخ لمنع سقوطها».
وحذر الائتلاف الوطني السوري في بيان له من «وقوع أعمال تنكيل وتصفية وحصار وتجويع تطال المدنيين في المنطقة»، مع تخوف من «ارتكاب مجزرة جديدة تضاف إلى سلسلة مجازر النظام في سياق محاولاته اليائسة لقمع ثورة الحرية».
تحذير الائتلاف يتوافق مع أعداد القتلى في المدينة، إذ سقط 19 شهيدًا خلال الأسبوع الماضي بينهم 5 أعدمتهم قوات الأسد ميدانيًا بحسب مركز توثيق الانتهاكات في سوريا. كما وجّه عدد من الناشطين في مدينة حمص «نداءً أخيرًا» للجيش الحر ورئيس أركان الجيش الحر اللواء سليم إدريس وقائد جبهة حمص العقيد فاتح حسون، محذرين من «تمهيد الطريق لسقوط سريع ومدو لحمص بشكل كامل» في يد قوات الأسد التي تسعى بحسب البيان إلى «إلى تنفيذ مخططها التقسيمي الطائفي». وأضافوا في بيان: «نتوجه بإنذار عاجل وأخير لأعضاء الائتلاف والمجالس العسكرية لتسريع العمل والتوحد والتنسيق لإنقاذ ما تبقى من مدينة حمص».
ويأتي نداء الناشطين بعد أن اقتحمت القوات النظامية قرى عدة في ريف حماة الجنوبي، في محاولة لفصل الريف الشمالي لحمص عن الريف الجنوبي لحماة، كما أطبقت قوات الأسد حصارها على أحياء حمص القديمة، محاولةً استرجاعها من قبضة الجيش الحر -الذي يسيطر عليها منذ قرابة السنة-، وأكد المرصد السوري لحقوق الإنسان أن الأحياء في حمص القديمة تشهد تصعيدًا «غير مسبوق»، وأفاد المرصد أن القصف يتركز على أحياء الخالدية وباب هود والحميدية وبستان الديوان، الواقعة جميعها وسط حمص … من خلال استخدام قذائف الهاون وراجمات الصواريخ وقذائف الدبابات والمدفعية الثقيلة».
وأكد مدير المرصد السوري رامي عبد الرحمن لصحيفة الحياة، أن الهدف من هذه العمليات «هو السيطرة على كامل مدينة حمص، لكن حتى اللحظة لا يوجد أي تقدم حقيقي على الأرض».
يذكر أن الناشطون يحذرون منذ أشهر من تطهير طائفي تقوم به قوات الأسد خلال محاولاتها السيطرة على محور طرطوس-دمشق عبر حمص.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :