بحماية القاعدة الروسية المجاورة، وعلى شاطئ بحر لم يره أغلب السوريين خلال السنوات الخمس الماضية، وتحت شمس أطلت على غيرهم بلون آخر، احتفل سكان الساحل السوري بما لا يعرفون له مناسبة، فيما لم يعد من الترفِ البحث في مناطق سورية أخرى عن سبب للفرح.
“الجانب غير المشاهد عن سوريا التي مزّقها الحرب”، نقلته صحيفة “ديلي ميل” البريطانية، بصور لشباب وشابات يحتفلون على شاطئ البحر في مدينة اللاذقية.
وبينما تحاول الصحيفة تغطية الصراع السوري في المدن الخاضعة لسيطرة المعارضة، أطلقت المقارنة مع الوضع الدامي في مدينة حلب، التي تعيش حصارًا خانقًا منذ أسبوعين، وسط قصف مستمر من طيران النظام السوري.
وبدت “دهشة” الصحيفة البريطانية من خلال الوصف الذي أطلقته على الصور “فتيات بلباس ذي ألوان زاهية، حشود من الشبان يرقصون قرب البحر، أشخاص يتشمسون على الرمال ويدخنون النرجيلة”، بعدما اعتادت الصحيفة ذاتها أن تنقل لون الدم ودمار الأبنية في سوريا.
“بدنا نعيش” هو المبرر الذي يستخدمه سكان المناطق الخاضعة لسيطة النظام في سوريا، بينما يذهب آخرون حدّ الشماتة بسكان المناطق التي تتعرض للقصف، بحجة أنهم “إرهابيين”.
ويبدو المشهد المنقول من مدينة اللاذقية التي يقطنها أغلبية موالية للأسد متوقّعًا، بينما أثارت صورة نشرت لاحتفالات راقصة في أحياء حلب الواقعة تحت سيطرة النظام السوري، ضجة كبرى على وسائل التواصل الاجتماعي.
وعمدت الصحف، التي نشرت الحفل آنذاك، إلى دمج صوره مع أخرى تظهر آثار مجزرة كان نفذتها مقاتلات الأسد بقصف حيّ في حلب، يبعد بضعة كيلو مترات عن الحي الذي يسهر شبانه على أنغام راقصة، في الوقت ذاته.
وبينما بات اسم مدينة حلب يعني الموت في مسامع العالم، صمّت ابنة الضابط السوري، ساطع سليمان، أذنيها عن الانتقادات التي طالتها بعد عيد ميلادها الباذخ في أحد فنادق مدينة حلب، في شهر شباط الماضي، والذي حصلت فيه على هدايا تكفي كما أكّد أحد المنتقدين “لإطعام محاصري بعض المناطق السورية لمدة شهر”.
المظاهر ذاتها تكررت بشكل كبير في العاصمة السورية، التي ما تزال تشهد مظاهر البذخ والاحتفال، رغم الأوضاع الاقتصادية المتردّية في سوريا.
وكما يأخذ الاحتفال في مناطق النظام شكلًا آخر، يشارك فيه عناصر الجيش و”الدفاع الوطني” بإطلاق النار بعد خطابات “السيد الرئيس” ونهاية مباراة ما، تصنع أسلحة النظام مآسي ملايين السكان في المناطق الخارجة عن سيطرته.