عنب بلدي – العدد 71 – الأحد 30-6-2013
في الوقت الذي ارتفع فيه سعر صرف الدولار إلى أعلى مستوى له في تاريخ سوريا المعاصر، سجلت أسعار البيض ولحوم الدجاج تحليقًا كبيرًا في أسعارها، لينعكس هذا الغلاء على المواطن السوري الذي لم يعد قادرًا على الشراء، ولتبتعد هذه السلع عن موائده كما ابتعدت من قبلها الكثير من المواد.
ففي جولة لعنب بلدي في سوق «باب سريجة» في العاصمة دمشق، سجل سعر الفروج 400 ليرة للكيلو الواحد بينما وصل سعر صحن البيض إلى 450 ليرة، ويُرجع المواطن السوري هذا الارتفاع إلى التجار أنفسهم حيث قال السيد حامد وهو أحد الزبائن الذين التقتهم عنب بلدي إن «هذا الارتفاع سببه استغلال التجار للارتفاع المفاجئ للدولار، حيث أن السعر ارتفع خلال يوم واحد قرابة 50 ليرة والبضاعة هي نفسها التي كانت في الصباح».
من جهة أخرى ينفي تجار اللحوم أن لهم أي علاقة في ارتفاع أسعار لحوم الدجاج حيث قال السيد محمد صاحب أحد محال بيع اللحوم في سوق «باب سريجة» إن» التجار ليس لهم أي علاقة في ارتفاع الأسعار فالأسعار مرتفعة من المصدر حيث أن المربين ارتفعت عليهم أسعار الأعلاف وأسعار والمازوت وأجور النقل مما أدى بشكل آلي إلى ارتفاع الأسعار في السوق».
ويذكر أن أسعار الأعلاف قد شهدت ارتفاعات متتالية منذ اندلاع الثورة السورية في آذار 2011، فقد وصل سعر طن العلف مؤخرًا إلى 60 ألف ليرة بعد أن كان سعره لا يتجاوز الـ 20 ألفًا قبل اندلاع الثورة، بينما تضاعف سعر فول الصويا إلى حوالي 3 أضعاف ليصل سعر الطن اليوم إلى ما يزيد عن 100 ألف ليرة.
ويعاني قطاع الدواجن من إغلاق معظم المربين أبواب مداجنهم بسبب الغلاء في المواد الأولية أو بسبب تعرض بعض المداجن للقصف، فقد ذكرت تقارير نشرت على بعض المواقع الاقتصادية على شبكة الإنترنت أن نسبة المداجن العاملة لا تتجاوز حاليًا 40% من إجمالي المداجن التي كانت قائمة قبل الأزمة، كما أن المداجن العاملة حاليًا تعمل بنسبة أقل من 30% من طاقتها الإنتاجية، وذلك بسبب ارتفاع أسعار الأعلاف وافتقاد الأمن في مناطق العمل.
وكان قطاع الدواجن يؤمن فرصًا للعمل لحوالي مليون عامل سوري، بدءًا من استيراد الأعلاف وطحنها وتجهيزها، مرورًا بعمليات التربية وانتهاء بتسويق المنتج.
ومع خروج هذا الكم الهائل من المربين عن العمل يبقى السؤال: هل تتحول سوريا من بلد كان يعد في المرتبة الثالثة عربيًا في إنتاج اللحوم والبيض إلى مستورد لها؟
هل سيبقى المواطن محرومًا من البيض ولحوم الدجاج التي كانت تشكل قبل سنتين حوال 40- 50% من إجمالي ما يستهلكه من لحوم؟
أسئلة كثيرة يبدو أن الجميع يعجز عن الإجابة عنها في ظل الأزمة الاقتصادية والسياسية التي تمر بها البلاد.