عنب بلدي – خاص
ودّعت داريا أحد أبرز عناصر الدفاع المدني (القبعات البيض) في المدينة، جهاد أبو خالد، متأثرًا برصاص قناص من قوات الأسد، الأربعاء 20 تموز.
جهاد من مواليد حزيران 1993 في داريا، عمل في الإسعاف وفتح الطرقات وإنشاء السواتر الترابية، منذ بداية الحملة البرية على المدينة، مستغلًا مهنته في قيادة الآليات الثقيلة.
ورغم إصاباته المتكررة أثناء عمله، ومعاناته الصحية جراء ذلك وحتى وفاته، إلا أن جهاد كان “رجل المهام الصعبة”، كما وصفه عماد أبو سليمان، مدير الدفاع المدني في داريا، وقال عنه “تمكن من إنجاز أصعب المهام وأخطرها، بالرغم من صغر سنه ونحالة جسده، فكان من أمهر أعضاء الفريق في قيادة الآليات الثقيلة، ولا يوجد شارع في المدينة إلا وترك فيه بصمته”.
وعرف الشاب بنشاطه المفرط، فلا يتقيد بساعات عمل معينة، وما إن ينتهي من عمله على آليته (التركس) حتى يتابع نشاطه في إجراء أعمال صيانة للآليات، وفحصها ورفع جاهزيتها، معتنيًا بها.
حظي جهاد بمحبة واحترام من عمل معهم، لحسن أخلاقه وتعامله الجيد مع الأهالي وتلبية احتياجاتهم، كما أوضح زياد أبو عبدو، أحد أعضاء فريق الدفاع المدني، متحدثًا لعنب بلدي عن أهم أعماله، التي مازال الأهالي يتحدثون عنها، ومنها إنشاء ساتر ترابي في منطقة “الفصول الأربعة” على الجبهة الغربية للمدينة، بعدما كانت المنطقة المحاذية لها تتعرض لعمليات قنص أودت بحياة العديد من المزارعين. وما إن شارف جهاد على الانتهاء من إنشاء الساتر حتى أصيب برصاص قنّاص في بطنه، وعاد إلى عمله بعد تماثله للشفاء، ثم أصيب مرة أخرى، واستمر في العمل رغم خطورته.
رحل شهيد “القبعات البيض” عن عمر 23 عامًا، تاركًا وراءه زوجة وطفلًا لا يتجاوز العام من عمره، في منطقة صنّفت أنها من أخطر البقاع في سوريا.