قرآن من أجل الثّورة
عنب بلدي – العدد 71 – الأحد 30-6-2013
عفراء جلبي – الحراك السّلمي السّوري
ملّة الفكرة وملّة القوّة
النظام السوري لا يبقيه إلا القتل والرصاص. في اللحظة التي سيتوقف فيها عن التدمير سينهار. عندما تخشى من فقدان شيء وتحاول عنوة وقتلًا وتشريدًا ورصاصًا الحفاظ عليه فقد فقدته. النظام انتهى، حزب الله انتحر، والجمهورية الإسلامية في إيران قدمت استقالتها من التاريخ، والإسلام الأصولي الإكراهي قدم ورقة طلاقه مع القرآن. من أخذ بالقوة فهو مثل عاصفة تمر عبر التاريخ. من أخذ بالفكرة فهو مثل شجرة طيبة تنبت بذورها من قلوب الناس وتتجلى ثمارها من تربتهم وأرضهم. هذه هي ملّة إبراهيم. ولذا فليس من الغريب أن يكون مثلُ الكلمة الطيبة كالشجرة الطيبة، والآية التي تشير بأن الذين لا يؤمنون بالفكرة {أَعْمَالُهُمْ كَرَمَادٍ اشْتَدَّتْ بِهِ الرِّيحُ فِي يَوْمٍ عَاصِفٍ لاَّ يَقْدِرُونَ مِمَّا كَسَبُواْ عَلَى شَيْءٍ} (سورة ابراهيم، 18). هناك ملة الفكرة، وهناك ملة القوة، والخطوط قد فُصلت {وَمَن يَرْغَبُ عَن مِّلَّةِ إِبْرَاهِيمَ إِلَّا مَن سَفِهَ نَفْسَهُ} (سورة البقرة، 130).
ذاك المخلوق
{وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ} (سورة البلد، 10) أجمل كائن على الكوكب هو الإنسان، وأقبح كائن على الكوكب هو الإنسان. هذا هو إعجاز الخلق البشري. له النجدين، فهو إما مخلوق تسجد له الملائكة وإما أسفل سافلين.
النفاثات في العقد
{وَمِن شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ} (سورة الفلق، 4) ما زلت أعتقد أن النفاثات في العقد هي كل المفاهيم والأفكار التي تعقّد حياتنا وتبعدنا عن الصراط المستقيم. ولكن قبل أن تنفكّ العقد يظهر كذب السحرة كلهم.
كونٌ معنا لا علينا
الكون مسخّر للإنسان. هو مثل الرّحم الذي يحتوي كل الوجود بتصميم دقيق. {وَسَخَّرَ لَكُم مَّا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا مِّنْهُ} (سورة الجاثية، 13). ولذلك فإن الكون مصمّم لإيقاظنا، وإنضاجنا وتوسيع مداركنا. وتزداد الضربات إيلامًا وشدّة حتى نولد ونستيقظ وننضج ويكبر الجنين الذي يحويه هذا الرحم الكوني، أي الرحمة. إننا نعيش في كون يتآمر معنا وليس علينا. متى سندرك هذا لنولد من رحم الظلمات الضيقة التي نحبس أنفسنا فيها؟
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :