عنب بلدي – فريق التحقيقات
كان النظام السوري يدرك منذ بداية المظاهرات في 2011، أن من أهم الخطوات التي يجب على قواته الأمنية والعسكرية اتخاذها لقمع أي مظاهرة أو تحرك سلمي، قطع الاتصالات عن الحشود، وإيقاف حركة الأخبار وتدفق المعلومات، وبالتالي تعزيز روايته في نفي وجود احتجاجات في سوريا، بل حركات وجيوب هنا وهناك، ما إن تخرج حتى تعود وتهدأ من تلقاء نفسها.
ومنذ البداية أمسك النظام بالاتصالات بمختلف أنواعها في جميع المدن والأحياء والبلدات والقرى التي شهدت تحركًا مناهضًا، واعتمد النظام سياسة حجب الناس عن العالم المحيط، ما سهّل عليه التحرك، ومنح قواته مساحات أكبر في التصدي للمحتجين، لكن مع خروج مناطق شاسعة عن سيطرة النظام واستمرار الثورة، سخر السوريون الطاقات المتوفرة على مستوى البلدات والمدن المحررة لجعل قطاع الاتصالات مستمرًا، نظرًا لأهميته وحاجة الناس الملحة له.
النظام السوري حاول مجددًا منع السكان من الاستفادة من أي مؤسسات أو منشآت خدمية في مجال الاتصالات ضمن المناطق التي يفقدها، فاستهدفها بالطيران، وأدى القصف المركز والممنهج للمقاسم والأبراج الهوائية ووحدات البريد والشبكات السلكية واللاسلكية إلى تدميرها بشكل كلي تقريبًا، كما حصل في الغوطتين الشرقية والغربية لدمشق، حيث تجاوزت نسبة الدمار أكثر من 80%، وكذلك الأمر في بلدات درعا والقنيطرة، ما أفقد المجالس المحلية التابعة للمعارضة، والمجتمع المحلي والأهلي أي قدرة على ترميمهاوالاستفادة منها، “نظرًا للحاجة المادية الكبيرة التي تتطلبها عملية إعادة تأهيل هذه المنشآت الحيوية، ونظرًا لعدم توفر السيولة الكافية لدى وزارة الاتصالات في الحكومة المؤقتة”، كما يقول وزير الاتصالات السابق في الحكومة السورية المؤقتة، ياسين النجار، لعنب بلدي.
فالمبلغ الذي حصلت عليه الوزارة منذ تأسيسها بلغ حوالي مليوني دولار من أصل 50 مليون يورو (أي ما يعادل 1.8 مليون يورو)، هو حجم ميزانية وزارات الحكومة، وهذا المبلغ المستقطع “لا يعادل الميزانية السنوية لمؤسسة مياه حلب في الوضع المستقر”، على حد تعبيره، فكيف لوزارة أن تقوم بإصلاح وترميم المنشآت المدمرة في المناطق المحررة، وأن تشرع في إطلاق مشاريع جديدة، بهذه الميزانية “المتواضعة”.
تابع القراءة:
انقطاع الاتصالات في مناطق المعارضة وبدأت رحلة البحث عن بدائل
تقهقر المعارضة يقوّض خطط وزارة الاتصالات وينهي أهم مشاريعها
كيف يتم تزويد حلب وريفها بالإنترنت عبر “هوا نت”؟
أسواق إدلب الحرّة المورّد الأول للاتصالات ومعداتها في شمال سوريا
أهالي ريف حمص الشمالي يبتكرون تقنيات اتصالية لكسر الحصار
الاتصالات في حي الوعر الحمصي.. صعوبة في التواصل وغلاء في الأسعار
شلل الأبراج الخلوية في درعا واللصوص يسرقون كابلات الهاتف
شبكات الخلوي الإسرائيلية تغطي جنوب سوريا.. كيف تدخل؟
الحسكة.. ضرائب عالية وخدمة حكومية سيئة بسبب “الفلتان الأمني”
انتعاش تجارة الأنفاق وتحوّل الاتصالات إلى باب للمعيشة
حكومة النظام ترفع أسعار الاتصالات على جرعات تحت ضغط شركات الخلوي
بسبب ضخامتها.. توقف عداد خسائر قطاع الاتصالات السوري
وزير الاتصالات السابق: رفضتنا الفصائل العسكرية لأسباب نفسية
لقراءة الملف كلاملًا: سوريا خارج التغطية.. النظام يدمّر قطاع الاتصالات في المناطق المحررة