عنب بلدي – العدد 70 – الأحد 23-6-2013
عقد البارحة في العاصمة القطرية الدوحة مؤتمر أصدقاء سوريا لمناقشة تقديم السلاح النوعي للجيش الحر في سوريا. المؤتمر أقر تقديم زيادة الدعم المقدم لهيئة الأركان بقيادة سليم إدريس.
لا شيء يذكر في مؤتمر الأصدقاء الجديد هذا، لا جديد فيه تقريبًا، تحذير من «المتطرفين» و تحذير أكثر من وقوع الدعم (المفترض) بأيديهم، ومطالبات بضمانات أكبر لكي لا يقع السلاح بأيديهم وهو ما يعني مماطلة مرة أخرى وتذبذبًا أكثر، لا جديد إذن سوى أن الائتلاف لم يعد مدعوًا لحضور اجتماعات الأصدقاء واستبدل باللواء سليم إدريس الذي يبدو أن الدعم الدولي سيمر من خلاله بغض النظر عن وجود الائتلاف أو عدمه، وهو ما يحمل خطر العودة لحكم العسكر مرة أخرى.
فبعد أن فشل الائتلاف في إقناع المجتمع الدولي أنه ممثل شرعي وحيد للشعب السوري، ها هو يفشل مرة أخرى في إقناعهم أنه ممثل شرعي للمعارضة فقط، فالاضطراب في الأداء أو بمعنى أدق «اللاأداء» الذي ميز الائتلاف هو ما جعل الدول تجد ضالتها في العسكر الأكثر انسجامًا و «انضباطًا» عادة.
وحدهم السوريون هم من سيقرر من يحكمهم، هم يستحقون أكثر من هذا كله، أكثر من الائتلاف و أكثر من هيئة الأركان، فتضحياتهم التي صعب على أي شعب آخر أن يقدمها لن تذهب بالتأكيد في سبيل عودة الاستبداد والديكتاتورية مرة أخرى.
الثورة السورية هي من صنعت أصدقائها وهي من أحرجت الدول للتدخل، وانجازات الجيش الحر على الأرض هي وحدها ووحدها فقط من غيرت حسابات الجميع.