الطفل أيمن.. فقد البصر ومكّنته بصيرته من حفظ القرآن خلال عام ونصف
“أحلم أن أصبح عالمًا، وأدرس التاريخ في الجامعة الإسلامية، وأحفظ الحديث الشريف”، هذه أحلام الطفل أيمن بدران ذو الـ 12 ربيعًا، والذي لم تمنعه إعاقته (فقدان البصر منذ الولادة) والأوضاع الميدانية والمعيشية في الغوطة الشرقية من أن يحلم بها، بعد أن أتم حفظ القرآن الكريم منذ سبعة أشهر.
أيمن، المولود الضرير لأسرة مكونة من أب وأم وثلاثة أخوة، بدأ تعلم الأحرف في سن الخامسة، في إحدى مدارس حي كفرسوسة المختصة بتعليم لغة “البرايل”، الخاصة بفاقدي البصر، ولعبت والدة أيمن دورًا “جبارًا”، كما قال والده في حديثٍ لعنب بلدي، في تعليم أيمن هذه اللغة، إذ كانت ترافقه بشكل يومي إلى مدرسته وتتعلم معه اللغة لتتمكن من تدريسه.
في تلك الفترة، كان أيمن يتعلم القرآن بشكل سماعي لعدم إتقانه الأحرف، إذ لم يكن يمتلك مصحفًا مكتوبًا بلغة “البرايل” بعد، بحسب والده، الذي بحث طويلًا على مصحف مكتوب يهذه اللغة، حتى تمكن أخيرًا من الحصول على واحدٍ في المملكة العربية السعودية، خلال رحلته للعمرة عام 2010.
وهنا بدأت رحلة أيمن في إتقان الأحرف العربية، ويقول والده “لم أدعه يقرأ بمصحف (البرايل) إلا بعد أن أتقن اللغة، فاشتريت له آلة كاتبة تمكنه من الأحرف، وساعدته أمه على الدراسة والتعلم وإتقان مخارج الحروف، وبعد أن تجاوز أول مرحلة من إتقان اللفظ، بدأ مشواره بحفظ القرآن”.
في تلك المرحلة كان الحصار والأوضاع الأمنية في الغوطة الشرقية تتصاعد، كما روى والد أيمن، فآثر أن ينقطع ابنه عن المدرسة خوفًا عليه من صعوبة الطريق إلى دمشق.
وتابع الأب في روايته، “سجلته في معهد في جامع التوحيد، وبدأ الشيخ عبد الصمد سليك، مدير معهد القرآن الحالي في الهيئة الشرعية لمدينة دوما، بالإشراف على تحفيظه، بالإضافة إلى تعليمه بعض العلوم الأخرى بشكل بسيط”، مبديًا امتنانه لهذا الشيخ في تحفيظ ابنه.
وكان لعنب بلدي حديثٌ مع الطفل أيمن، الذي يرتاد الآن معهد عبدالله بن مسعود لتحفيظ القرآن، ليضبط ما حفظه ويتقنه، وأخبرنا “أتممت حفظ القرآن الكريم خلال سنة نصف، فكنت أحفظ في كل يوم مابين 3-4 صفحات”.
وأضاف أيمن “لا أعتقد أنني واجهت صعوبات في الحفظ، ماعدا ظروف القصف في مدينتي دوما، حيث انقطعت عن الذهاب إلى معهدي لفترة عندما اشتد القصف”.
أتم أيمن حفظ القرآن الكريم في 19 تشرين الأول من العام الفائت، كما روى أستاذه عبد الصمد سليك لعنب بلدي، وبدأ بعدها بحفظ متون “السنة النبوية”، ولا يخفي حلمه من دراسة التاريخ وحفظ “الحديث الشريف”.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :