برر اللواء محمد علي جعفري، القائد العام لـ “الحرس الثوري” الإيراني، عدم توجيه تنظيم “الدولة الإسلامية” ضربات لبلاده على غرار ما تفعله في دول مجاورة، بالتأكيد على أنها “لا تملك القدرة على ذلك”.
جاء ذلك في تصريحات صحفية أطلقها الجعفري، على هامش لقائه قادة ومسؤولي القوات البرية في “الحرس الثوري” في مدينة مشهد الإيرانية، الثلاثاء 20 تموز، ونقلتها وكالتي “تسنيم” و”مهر” المحليتين.
وأشار الجعفري إلى أن السلطات اعتقلت “عناصر إرهابية” في المناطق الحدودية من البلاد، مؤكدًا أن “بعض الإرهابيين الذين تم اعتقالهم في البلاد في الأيام الأخيرة ينتمون إلى تنظيم داعش الإرهابي”، وأن “كافة الإرهابيين المعتقلين يرتبطون بمجموعات معادية للثورة الإسلامية”.
عدم شن التنظيم أي هجمات في إيران، منذ بروزه مطلع عام 2014، رغم اعتباره إيران “دولة شيعية مرتدّة”، كان قد أثار تساؤلات لدى المحللين والسياسيين.
وألمح وزير خارجية المملكة العربية السعودية، عادل الجبير، في وقت سابق إلى احتمال وجود علاقة بين التنظيم وطهران على غرار العلاقات السابقة مع القاعدة.
إلا أن الجعفري في تصريحاته اليوم، رأى أن فشل التنظيم في ضرب بلاده يأتي كونه “لايملك القدرة على تنفيذ عمليات إرهابية”، وأن “الأرضية ليست ممهدة أمام داعش لاختراق إيران”.
قائد “الحرس الثوري” أبدى اعتزازه خلال تصريحاته بالواقع الأمني “المستقر” في إيران، مضيفًا “هؤلاء الذين يتشدقون بالأمن، يعيشون في أسوأ الظروف الأمنية في بلادهم، في الوقت الذي توفر الجمهورية الإسلامية أمنها بشكل كامل في ظل الأوضاع الإقليمية المضطربة”.
ورغم محاولة طهران إبداء رصانة في محاربة التنظيم، إلا أن تقارير صحفية أشارت إلى تعاون استخباراتي قدمته لتنظيم “القاعدة” إبان حربي أفغانستان والعراق مطلع الألفية الثانية.
وهو ما ذكره صراحة المتحدث الحالي لتنظيم “الدولة الإسلامية”، أبو محمد العدناني، حينما قال قبل عامين “إن مهادنة الجمهورية الإسلامية كان للحفاظ على مصالح القاعدة، وخطوط إمدادها، فتُرك الروافض ينعمون بالأمن والأمان”، وهي السياسة التي ربما لا زال التنظيم يتبعها مع هذه الدولة “المعادية” فكريًا وعقائديًا.