“فورين بوليسي”: “الدولة العميقة” في تركيا لديها قناة سرية مع الأسد

  • 2016/07/19
  • 7:09 م
رئيس حزب "الوطن" التركي، دوغ بيرنشيك.

رئيس حزب "الوطن" التركي، دوغ بيرنشيك.

قا حزب “الوطن” اليساري القومي في تركيا، أن أزمة اللاجئين المتصاعدة، والحملة العسكرية الروسية القوية في سورية، والتحرك القوي للميليشيات الكردية على الأراضي السورية، لم تترك الكثير من الخيارات أمام تركيا، سوى التصالح مع نظام الأسد، حسبما نشرت مجلة “فورين بوليسي” اليوم، الثلاثاء 19 تموز.

ويرأس حزب “الوطن” دوغ بيرنشيك، وهو سياسي اشتراكي معروف في تركيا، وينوب عنه اللواء اسماعيل هاكي بيكين، وهو قائد سابق للمخابرات العسكرية التركية، وهو على صلة بما يسمى “الدولة العميقة” في تركيا.

وقال قائدا الحزب لمجلة “فورين بوليسي” أنهما اجتمعا مع أعضاء في الحكومات الروسية والصينية والايرانية والسورية، خلال العام الماضي، ونقلا الرسائل إلى مسؤولين كبار في الجيش التركي ووزارة الخارجية، بحسب التقرير الذي ترجمته صحيفة “الإمارات اليوم”.

وكانت تركيا قطعت علاقاتها مع سوريا منذ أيلول 2011، عقب اندلاع الثورة السورية ضد رئيس النظام، بشار الأسد، ودعمت المعارضة السورية، كما استضافت أكثر من 2.5 لاجىء سوري على أراضيها.

ووفقًا للمجلة، التقى كل من بيرنشيك وبيكين مع الأسد في دمشق، في شباط 2015، واتفق الطرفان على “حاجة تركيا وسورية إلى محاربة الانفصاليين والمجموعات الإرهابية المتطرفة”.

تلا ذلك عدة زيارات قام بها أعضاء من الحزب إلى دمشق، والتقوا مع مسؤولين كبار، بينهم وزير الخارجية وليد المعلم، ونائبه فيصل مقداد، ورئيس مكتب الأمن القومي علي مملوك، ومدير المخابرات العامة محمد ديب زيتون.

وهدفت هذه الاجتماعات إلى إعداد الأرضية الملائمة لاستئناف العلاقات الدبلوماسية التركية- السورية، والتعاون السياسي، وفقًا لبيكين.

مسؤول رفيع في وزارة الخارجية التركية أنكر بشدة تفاوض حكومته مع نظام الأسد، وقال “إننا نستمع لجميع الذين يمتلكون معلومات عن مناطق الصراع، لكن ذلك لا يعني أن تركيا تتفاوض مع نظام الأسد”.

وقال مسؤول كبير في حزب العدالة والتنمية الحاكم، لوكالة “رويترز” في 17 حزيران، إن “الأسد قاتل، فقد ذبح شعبه، لكنه لم يؤيد حكمًا ذاتيًا للأكراد”. إلا أن العديد من كبار المسؤولين يرفضون الادعاء بأن تركيا تغير موقفها من نظام الأسد، وقال أحدهم لـ “فورين بوليسي” إن فكرة التعاون مع الأسد “تبدو سخيفة، إذ أنه غير قادر على حماية حيّه الذي يسكن فيه، فكيف يستطيع محاربة حزب الاتحاد الكردستاني”.

وكان مسؤولون أتراك أعلنوا في 27 حزيران الماضي عن اتفاق لتطبيع العلاقات مع إسرائيل، بعد سنوات من تصدع العلاقة بين الطرفين، على خلفية حادثة سفينة “مافي مرمرة”، كما أعلن الرئيس التركي في اليوم ذاته، عن أسفه لإسقاط طائرة حربية روسية في تشرين الثاني 2015، ما اعتبره محللون تغيرًا جذريًا في السياسة الخارجية التركية.

وتسببت خلافات بين أردوغان ورئيس حكومته أحمد داوود أوغلو، بتقديم الأخير استقالته في 4 أيار الماضي، واستبداله بابن علي يلدريم، الذي أوضح منذ البداية أنه لن ينتهج سياسة خلفه، وقال في 11 تموز الجاري “سنواصل تحسين العلاقات مع الجيران، وليس هناك أي سبب لمحاربة العراق وسورية ومصر، لكننا نريد مزيدًا من التعاون”.

إلا أن يلدريم، استدرك تصريحاته، بعد يومين، بالقول “لن يكون هناك أي تغير تجاه سوريا إذا لم يتغير الأسد”.

مقالات متعلقة

صحافة غربية

المزيد من صحافة غربية