في ترويج لداعش وانتهاك للعقوبات الأوروبية والقوانين والمعاهدات الدولية، إيطاليا وألمانيا تستقبلان مجرمي حرب يمثلون الأسد، بينما يموت ضحاياهم تعذيبًا وجوعًا ومرضًا معتقلين تحت الأرض.
كتب الصحفي الإيطالي دانييلي رينيري، في 8 تموز 2016، عن زيارة “مجرمي حرب” يمثلون الأسد لدول أوروبية:
وفقًا لموقع “أخبار الخليج” الإماراتي، زار مدير المخابرات الإيطالية ألبرتو مانينتي نهاية الأسبوع الماضي دمشق، لعقد اجتماع سري مع الرئيس بشار الأسد ونظيره السوري في المخابرات.
تسلم مانينتي مديرًا لوكالة الاستخبارات والأمن الخارجي التي تتعامل مع التهديدات الخارجية. وهي زيارته الأولى من نوعها منذ دعا الاتحاد الأوروبي الرئيس الأسد إلى ترك منصبه، بسبب قمعه الوحشي للاحتجاجات الشعبية التي تدعو إلى إجراء إصلاحات.
سبقت زيارة مانتيني دمشق، زيارة اللواء محمد ديب زيتون، وهو مستشار مقرب من الأسد ورئيس شعبة المخابرات العامة، واحدة من أهم أجهزة المخابرات السورية، إلى روما. وتأتي هذه الأنباء من صحيفة الوطن المقربة من الأسد (بعكس أخبار الخليج: ولكن كلاهما يدعي نفس الخبر عن لقاءات وثيقة بين المخابرات الإيطالية والأسد). التقى في روما زيتون ونائبه غسان خليل مانينتي، في إطار التحضير للزيارة لدمشق.
لا يمكن نظريًا للواء زيتون دخول إيطاليا لوجود اسمه في قائمة عقوبات الاتحاد الأوروبي، ولكن تم نقله بطائرة من بيروت إلى روما واستُقبل في فيلا خاصة بالمخابرات. وهو أحد أبرز مساعدي الأسد في القمع الدموي للاحتجاجات التي بدأت عام 2011 في حمص.
عرضت دمشق التعاون مع إيطاليا في مجال مكافحة الإرهاب، وادعت أن في حوزتها ملف عن المقاتلين الأجانب الذين يقاتلون في سوريا. في المقابل طالب النظام السوري بفك عزلته الدولية منذ عام 2011. طلب الايطاليون، وفقا للمصدر في دبي من دمشق إجراء إصلاحات ديمقراطية وضمان عملية الانتقال.
وفي المقابل أشار الإيطاليون إلى وجود “مبادرة من رئيسة الدبلوماسية الأوروبية فيديريكا موغيريني، يمكن أن تؤدي إلى إلغاء العقوبات ضد دمشق، وإعادة فتح العلاقات مع العالم الغربي”.
إذا كانت المعلومات صحيحة عن زيارة مانينتي دمشق في الساعات التي تلت مذبحة الإيطاليين في دكا ببنغلاديش. يبدو أن الحكومة الإيطالية مستعدة لاستكشاف كل الخيارات للحد من خطر وقوع هجمات على ترابها الوطني وأنها تريد الإبقاء على الوضع في إيطاليا بعيدًا عن هجمات “الدولة الإسلامية” والقاعدة الإرهابية كالبلدان الأخرى، لا تتمتع بهذا الوضع مثل فرنسا بلجيكا وبريطانيا وإسبانيا.
ولكن من الإنصاف أن نفترض أن هذا كان نتيجة لجولة طويلة من العمل الممنهج. كان رئيس المخابرات الإيطالية في بيروت في أيلول 2015، ومن المرجح أن يكون بمثابة “سمسار” ضمن مخطط أوسع يشمل حكومات متعددة. في هذا المخطط، تصبح روما المكان المخصص لاستضافة هذه المحاولات السرية للغاية للحوار مع سوريا الأسد.
إن كانت إيطاليا تحاول الإبقاء على السرية، فقد خاب أملها فالحكومة السورية مستعدة لنشر أي خطوة تدل على انفتاح الغرب على أنها انتصار. خلال عطلة نهاية الأسبوع تحدث الرئيس الأسد في مقابلة مع التلفزيون الأسترالي عن ازدواجية الأخلاق لدى الدول الغربية، التي تعامله كمجرم وبعد ذلك يرسلون الوفود إلى دمشق.
زار أيضًا علي مملوك برلين في الآونة الأخيرة في رحلة سرية أخرى تنتهك العقوبات. ويمكن لهذه التحركات أن تكون جزءًا من التغيير العام للمشهد الذي يشمل المكالمات الهاتفية بين أنقرة وموسكو وبين موسكو وواشنطن.