الكاستيلو.. من مقصف للأعراس إلى طريق للموت

  • 2016/07/18
  • 8:40 م

لم يكن يتوقع الحلبيون قبل الثورة السورية، أن يصبح طريق “الكاستيلو” يومًا ما شريانًا لحياتهم، يستمدون منه قوت يومهم ويهدد إغلاقه أرواح مئات الآلاف من المدنيين.

فبعد أن كان “الكاستيلو”، شاهدًا على سهرات تقام على أعتاب مطاعمه، أصبح مضمارًا لمعارك شبه يومية، تقام بين قوات النظام وحلفائه والمعارضة في محاولة للسيطرة عليه.

الطريق الاستراتيجي يقع شمال مدينة حلب، ويعتبر الشريان الإنساني الوحيد إلى مناطق المعارضة المحررة، لتموين أكثر من 350 ألف مدني يعيشون في أحياء المعارضة.

لماذا سمي الكاستيلو؟

معلومات قليلة متوفرة عن سبب تسمية الطريق، لكن بعض سكان المنطقة يقولون إن الاسم جاء من مطعم في الطريق يحمل اسم “كاستيلو”، وهو عبارة عن مقصف للأعراس، ويوجد بداخله مطبخ إيطالي، وإن كلمة “كاستيلو” إيطالية، وتعني القلعة.

ويشتهر المطعم بأجوائه وسهراته الطربية، إضافة إلى طعامه، واستمد الطريق اسمه من هذا المطعم، الذي احترق بشكل كامل بعد اشتباكات عنيفة بين النظام والمعارضة في كانون الأول 2013.

لكن مع اندلاع الاشتباكات حوله، وتعدد المحاولات للسيطرة عليه من قبل النظام، أطلق بعض الناشطين السوريين عليه اسم “طريق الموت”، لما يشهده يوميًا من عمليات قنص لمدنيين، وقصف لسيارات تحمل مواد غذائية إلى داخل المدينة.

لماذا الصراع على الطريق؟

يحظى “الكاستيلو” بأهمية كبيرة لقوات المعارضة السورية في الأحياء الشرقية لمدينة حلب، كونه المنفذ الوحيد لها عسكريًا، بعد إغلاق النظام لجميع المعابر بين مناطقه ومناطق المعارضة بين عامي 2014 و2015.

كما يعد الشريان الإنساني الوحيد لأكثر من 350 ألف مدني يعيشون في الأحياء المحررة التابعة للمعارضة، كون إغلاقه يوقف حركة البضائع والمساعدات الإغاثة والمواصلات التي كانت تصل إليها عن طريق ريف حلب الغربي والشمالي (حريتان)، إضافة إلى تركيا.

ثلاثة قوى تتصارع على الأرض للسيطرة على الطريق الاستراتيجي، ولكل منها مصالحها الخاصة، فقوات الأسد تحاول عبر فرض سيطرتها عليه محاصرة فصائل المعارضة، ومنع وصول الإمدادات إليها.

وتتلاقى مصالح “وحدات حماية الشعب” مع قوات الأسد، في محاولتها السيطرة على الطريق، فإلى جانب محاصرة فصائل المعارضة، فهي تهدف إلى التوسع في حي “الشيخ مقصود”، ذي الأغلبية الكردية، التي تسيطر عليه لقربه من الطريق.

في حين تسعى قوات المعارضة إلى استمرار سيطرتها عليه والدفاع عنه بشراسة، لأنها تدرك أن إغلاقه سيؤدي إلى كارثة اقتصادية وإنسانية، وسيدفع النظام إلى تطبيق ما فعله في داريا والزبداني وحمص من حصار خانق، ما يؤدي إلى ضغوطات على الفصائل، الأمر الذي يدفعها إلى التفاوض مع النظام وحلفائه وتقديم تنازلات.

قوات الأسد تمكنت، في العاشر من تموز، من السيطرة على التلال الجنوبية من منطقة الملاح شمال مدينة حلب، التي تبعد عن طريق الكاستيلو مسافة كيلومتر واحد، والواقعة بين بلدة حندرات الخاضعة لسيطرة النظام، وحريتان بيد المعارضة.

وعقب سيطرتها على مزارع الملاح فرضت قوات الأسد سيطرة نارية عليه، بعد تراجع فصائل المعارضة عن النقاط الخاضعة لسيطرتها، نظرًا للغارات العنيفة بالقنابل العنقودية والفوسفورية من الطيران الحربي الروسي.

وبالرغم من ضبابية المشهد حول السيطرة، ومن معارك الكر والفر التي يشهدها الطريق، سيبقى الكاستيلو، بحسب ناشطي حلب، قلعة في وجه كل من يحاول إحكام قبضته عليه.

مقالات متعلقة

سوريا

المزيد من سوريا