قرآن من أجل الثّورة 70

  • 2013/06/23
  • 9:38 ص

خورشيد محمد  –  الحراك السّلمي السّوري

تفشّي الأزمة لبقية الدول
عبرة تقول: {وَمَا آتَيْتُم مِّن رِّبًا لِّيَرْبُوَ فِي أَمْوَالِ النَّاسِ فَلا يَرْبُو عِندَ اللَّهِ وَمَا آتَيْتُم مِّن زَكَاةٍ تُرِيدُونَ وَجْهَ اللَّهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُضْعِفُونَ} (سورة الروم، 39) سنين ونحن نتبع قواعد مثل: ألف أم تبكي ولا أمي، امشِ الحيط الحيط وقول يا ربي السترة. هذه العقلية انتهت ببكاء كل الأمهات وهدم جميع الجدران! وبعد كل هذا الدمار لا زلنا نقول: حوالينا ولا علينا. ولا أعني فقط المدن التي لم تدمر بعد لكن أعني الإنسانية جمعاء، بمن فيهم نحن المغتربون وبمن فيهم الذين تحت القصف! ما نفعل من مثقال ذرة خيرًا سنرى آثاره يقينًا على البشرية جمعاء، وما نفعل من مثقال ذرة شرًا، سواء كان بفعل مباشر أو بإهمال لواجب، سنرى آثاره علينا عاجلاً إن كنا محظوظين وآجلاً إن كنا ممن كتب عليهم الهلاك والعذاب الأليم!

ثلّة وقلّة
قلّ الصادقون، أفلح منهم من قضى نحبه وهنيئًا لمن بقي دون تبديل. تبديل بسبب متطلبات المرحلة، الظروف الدولية، المؤامرة.. الخ، هي في النهاية حياتك وحدك وفرصة واحدة لا تتكرر وستأتيه يوم القيامة فردًا. قلّة من قلّة، ثلّة من الأولين وقليل من الآخرين، ثلّة في بداية الثورة صدقت وقضت نحبها وقليل في نهايتها تنتظر دون أن تبدل تبديلًا، طوبى لهم {مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ * فَمِنْهُم مَّن قَضَىٰ نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ * وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا} (سورة الأحزاب، 23)

تسليمًا لا استسلامًا
بلغت القلوب الحناجر وبدأنا نظن بالله الظنون ويهمس بعضنا بعد أن جاءنا البلاء من فوقنا ومن تحتنا:{مَّا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ إِلَّا غُرُورًا} (سورة الأحزاب، 12) ولكن بين هذا الركام والظلام هناك فئة صدقوا ما عاهدوا الله عليه، بدأوا الثورة التزامًا وتربية وعهدًا، ولم تكن النتائج إلا علامات للقبول لا آلهة تعبد. قالوا في وسط اليأس والبلاء: {هَٰذَا مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ} (سورة الأحزاب، 22) وما زادهم إلا إيمانًا واستمرارًا وعزيمة وتسليمًا.. لا استسلامًا!

مقالات متعلقة

فكر وأدب

المزيد من فكر وأدب