عنب بلدي – العدد 69 – الأحد 16-6-2013
البيت الأبيض يؤكد استخدام الكيماوي
أعلن البيت الأبيض يوم الخميس 13 حزيران الجاري أن لديه أدلة كافية أن قوات النظام السوري استخدمت أسلحة كيميائية، وقال مسؤولون أمريكيون إن الرئيس باراك أوباما أجاز إرسال دعم عسكري للمعارضة المسلحة السورية.
حيث كشفت سوزان رايس (مبعوثة الولايات المتحدة إلى الأمم المتحدة) في خطاب إلى الأمم المتحدة تفاصيل عن استخدام قوات النظام السوري الأسلحة الكيميائية خلال الاشتباكات مع قوات المعارضة المسلحة في سوريا. وقالت رايس إن الحكومة السورية استخدمت غاز الأعصاب (السارين) مرتين في مدينة حلب في آذار ونيسان الماضيين.
وأشارت إلى واقعتين أخريين قد يكون النظام السوري قد استخدم فيهما أسلحة كيميائية.
وتابعت أن بلادها تيقنت من أن غاز السارين استخدم في هجوم خان العسل على حلب يوم 19 آذار وفي هجوم 13 نيسان على حي شيخ مقصود. وأن مواد كيميائية غير محددة، قد يكون من بينها مواد تستخدم في الحرب الكيميائية، استخدمت في هجوم يوم 14أيار على قصر أبو سمرة وفي هجوم آخر يوم 23 أيار.
النظام ينفي
بينما قال مصدر في الخارجية السورية: إنّ البيان الأمريكي استند إلى «معلومات مفبركة» سعت إلى تحميل الحكومة السورية المسؤولية عن استخدام هذه الأسلحة بعد تواتر التقارير التي أكدت امتلاك المجموعات الإرهابية التي تقاتل في سوريا مواد كيميائية قاتلة والتكنولوجيا اللازمة لإنتاجها وتهريبها من بعض دول الجوار.
أوباما يقرر تسليح المعارضة
وفي سياق متصل أعلن البيت الأبيض يوم الخميس 13 حزيران الجاري أن الرئيس الأمريكي باراك أوباما قرر تقديم دعم عسكري في سوريا، حيث قال مصدر في الإدارة الأمريكية لـ CNN إن واشنطن بدأت بالفعل بتوفير دعم عسكري متزايد للثوار في سوريا، وذلك عبر عملية بدأت قبل أيام، في وقت كرر فيه السيناتور جون ماكين الدعوة لفرض منطقة حظر جوي في سوريا.
وقال المصدر الذي طلب من CNN عدم كشف اسمه إن جهود الدعم الأمريكية بدأت قبل أيام عدة، وبقيادة الاستخبارات المركزية الأمريكية CIA، التي باشر مديرها جون برينون، إخبار الدول الحليفة بطبيعة المساعدات المقدمة.
وذكر أن الدعم سيشمل بنادق وذخائر، كما قد يتضمن أسلحة مضادة للدروع، دون تقديم المزيد من التفاصيل.
الحر يطلب صواريخ مضادة للدروع
من جانبه قال المتحدث باسم الجيش السوري الحر لؤي المقداد: إنه يتوقع أن تقوم واشنطن في بداية الأمر بتسليم ذخائر للمعارضة، بدل تقديم أسلحة ثقيلة لها، ولكنه شدد في الوقت نفسه على حاجة المعارضة لصواريخ مضادة للدروع والطائرات لمنع قوات النظام من استرداد المناطق المحررة وتنفيذ مجازر بحق السكان.
وتعتزم المعارضة السورية المسلحة استغلال فرصة اجتماع مزمع مع مسؤولين غربيين للتحذير من أن التردد المستمر في تزويدهم بالسلاح سيمنح قوات النظام السوري المدعوم من إيران تفوقًا عسكريًا لا يمكن التغلب عليه. حيث قال اللواء سليم إدريس رئيس هيئة أركان الجيش السوري الحر في اتصال مع برنامج الإعلامية كريستيان أمانبور، إنه لم يتلق ما يشير إلى طبيعة الأسلحة التي ستتلقاها المعارضة من الولايات المتحدة.
وتابع قائلا: «نحتاج فعلًا إلى السلاح والذخائر، وخاصة الصواريخ المضادة للدروع والطائرات، ونتمنى ألا يتركنا أصدقاؤنا في الولايات المتحدة بمفردنا بمواجهة حزب الله والمقاتلين الإيرانيين والعراقيين وسلاح الجو التابع لقوات النظام السوري والتي تحاول الآن استعادة السيطرة على حلب وضواحيها.»
بان كي مون متمسك بالحل السلمي
وصرح الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون- في تعقيب له بعيد إعلان الولايات المتحدة أنها بدأت بتسليح المعارضة السورية- إن تزويد أي من طرفي النزاع في سوريا بالسلاح لن يعالج الوضع الراهن مؤكدًا بأنه لا يوجد حل عسكري للحرب الأهلية الدامية هناك.
ورد كي مون على أسئلة بشأن القرار الأميركي «أوضحت أنا والأمم المتحدة مرارًا إن تزويد أي من الطرفين بالسلاح لن يعالج الوضع الحالي، لا يوجد حل عسكري في سوريا. الحل السياسي هو الوحيد الذي يمكن أن يعالج هذا الوضع بشكل مستدام.»
النظام وحلفاؤه يتهمون الولايات المتحدة
تزامنًا مع ذلك قال الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله في كلمة ألقاها الجمعة 14 حزيران, إن «الكلام عن بدء تسليح المعارضة السورية كذب، فالتسليح يسير منذ زمن. وهناك من لا يأبه لسقوط الناس والأرواح، فقط يريدون إسقاط النظام في سوريا».
وحذر من أن «البديل للنظام في سوريا هو الفوضى».
ونقلت وكالة الأنباء السورية «سانا» عن الخارجية السورية: إنّ «الولايات المتحدة تمارس إزدواجية فاضحة في تعاطيها مع الإرهاب»، وأوضحت أنّها «في الوقت الذي تدعي فيه حرصها على مكافحة الإرهاب وتصدر قرارات بإدراج «جبهة النصرة» على قوائمها لمكافحة الإرهاب تقوم الإدارة الأميركية بتوفير الدعم للمجموعات الإرهابية في سوريا بالسلاح والمال والعتاد، وتوفر التغطية السياسية لتلك المجموعات عبر منع مجلس الأمن من إدانة المجازر التي ترتكبها وآخرها مجزرة حطلة في محافظة دير الزور التي ارتكبتها «جبهة النصرة» وأودت بحياة ما يزيد على ستين شخصًا معظمهم من النساء والأطفال».
واشنطن تدرس منطقة حظر جوي
من جهتها، نقلت وكالة رويترز عن دبلوماسيين غربيين في تركيا وصفتهما بالكبيرين قولهما اليوم الجمعة إن الولايات المتحدة تدرس فرض منطقة حظر جوي محدودة في سوريا يحتمل أن تكون بالقرب من الحدود الجنوبية مع الأردن.
وصرح أحد الدبلوماسيين قائلًا «تدرس واشنطن فرض منطقة حظر جوي لمساعدة قوات المعارضة المسلحة». وأضاف أنها ستكون محدودة من ناحية الزمن والمساحة دون أن يذكر مزيدًا من التفاصيل.
وكان اللواء سليم إدريس قال لقناة الجزيرة إنه يتمنى حظرًا جويًا ليس على المنطقة الجنوبية عند الحدود مع الأردن فحسب، بل في كامل التراب السوري «لأن النظام يستخدم سلاح الجو لضرب المدن والأهالي».
ويأتي القرار الأمريكي بتسليح المعارضة السورية بعد يوم واحد من إعلان الجهاد ضد النظام السوري والذي أقره العلماء المسلمون في مؤتمر «موقف علماء الأمة من القضية السورية» الذي عقد في مصر يوم الخميس 13 الشهر الجاري