عنب بلدي – العدد 69 – الأحد 16-6-2013
عنب بلدي
بعد نجاح الثوار في المنطقة الشرقية بالسيطرة على حقول النفط في شرقي البلاد بالكامل، ونجاحهم في تكريرها وتصديرها إلى بلدان مختلفة، تشير تقارير إلى قيام الثوار ببيع النفط والوقود إلى النظام السوري في مقابل تسهيلات يقدمها النظام للثوار لتصدير النفط عبر البحر إلى وجهات مختلفة.
فقد كشفت التقارير الصحفية الصادرة عن جريدة «الغارديان» البريطانية عن أن النظام السوري يضطر لدفع أكثر من 150 مليون ليرة (حوالي مليون دولار) شهريًا وذلك مقابل أن لا يقطع مقاتلو «جبهة النصرة» إمدادات النفط التي تصل عبر الأنابيب من الحقول الشرقية إلى كل من اللاذقية وبانياس.
ويقوم الثوار المتمركزون في مناطق الرقة ودير الزور بتكرير كميات من النفط الخام لاستخراج وقود التدفئة، إضافة إلى الديزل والبنزين المستخدمين في تشغيل السيارات، ومن ثم يقومون بتزويد العديد من المناطق في شمالي سوريا بها، فيما يقومون بتصدير كميات أخرى من الخام برًا الى تركيا.
وقال أبو البراء، وهو قيادي في جبهة النصرة، في حديث لجريدة «الغارديان» عبر الهاتف من دير الزور: «أستطيع التأكيد الآن أن كافة حقول النفط السورية أصبحت في أيدي المقاتلين، هناك منشأة نفطية واحدة فقط في الحسكة تسيطر عليها مجموعة كردية، إضافة إلى حقلي نفط على الحدود مع العراق قام الجيش العراقي بتطويقهما ولا نعلم ما الذي يجري فيهما».
من جهة أخرى، كشفت جريدة «صنداي تلغراف» البريطانية أن جبهة النصرة نجحت في إدارة وإنتاج النفط وتكريره وبيعه بعد أن سيطرت على حقول النفط في شرقي سوريا، مشيرة الى أن حقول النفط القريبة من مدينة الرقة التي أصبحت تحت سيطرة جبهة النصرة بالكامل كانت تنتج في السابق 380 ألف برميل نفط يوميًا، فيما تمثل الرقة واحدة من ثلاث مناطق فقط في سوريا تضم كل الثروة النفطية للبلاد، وهي إضافة الى الرقة، الحسكة ودير الزور.
وأشارت «صنداي تلغراف» إلى واقع، إن صحّ، فهو بمثابة الكارثة على الثروة النفطية السورية، فقد نشرت الصحيفة البريطانية تقريرًا قالت فيه أن قوات المعارضة السورية تبيع برميل النفط بـ30 دولارًا فقط في الوقت الذي يتجاوز فيه سعر البرميل الواحد في الأسواق العالمية سعر 95 دولارًا.
ويعني ما سبق، أن ثروة سوريا النفطية، التي وصفها النائب الاقتصادي السابق في حكومة النظام عبد الله الدردري، بأنها ستكون المصدر الرئيس لتمويل الخزينة السورية في مرحلة إعادة الإعمار، تتعرّض، إن صحت التقارير والتسريبات السابقة، لحملات نهب منظمة، سيدفع السوريون لاحقًا ثمنها غاليًا، كما دفعوا هم أنفسهم، ثمن نهب النظام المنظم للثروة ذاتها حينما كانت في أوجها، خلال عقود الثمانينات والتسعينات.