القتل والثقب الأسود
اعتبار قتل المدنيين في المناطق المعادية وتشريدهم من النتائج الطبيعية للحرب وجريرة لصمتهم، هو الثقب الأسود والحلقة المفرغة والنار التي يحترق بها المؤيدون والمعارضون، فكل طرف يتخذ قتل الاخر لأبريائه مبررًا لقتل خونتهم.
الحل هو في إعلان تحريم قتل المدنيين وتجريم قاتليهم وأن نبدأ بأنفسنا قبل المطالبة بتجريم عدونا ولتكن القاعدة {مَن قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا} (المائدة،32)
اتباع الهوى وسماع العقل
ماذا كان شعورك وأنت تراقب أصدقاءك في مرحلة الدراسة الجامعية أو الثانوية وهم يقضون أوقات دراستهم في اللعب واللهو؟! كان قلبك يهفو إلى لهوهم وتشعر بالغبن للحظة ثم يخبرك عقلك بأن الأمر ما هو إلا صبر أيام قليلة ومن ثم تذوق طعم النجاح. بعدها حدث شيء غريب، بدأت تشعر بحلاوة الاجتهاد نفسه وتشفق على اللاعبين. الآن وأنت تنظر إلى الوراء بعد انتهاء الامتحان ونجاحك تشكر الله مئة مرة على أنك لم تتبع هواك وسمعت عقلك.
وبين اتباع الهوى وسماع العقل طيف واسع كذلك بين النجاح والفشل! هكذا الدنيا فاعتبر! {وَآخَرُونَ اعْتَرَفُواْ بِذُنُوبِهِمْ خَلَطُواْ عَمَلاً صَالِحًا وَآخَرَ سَيِّئًا عَسَى اللَّهُ أَن يَتُوبَ عَلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ} (سورة التوبة، 102).
وللقصّة جانب آخر أيضًا، هل تذكر مادة رسبت فيها أو وظيفة خسرتها أو تفوقًا لم تحصله بسبب تهاون وتساهل وتكاسل وتفضيل للمتعة والشهوة والهوى على الصبر والجلد والاجتهاد، .تلك هي الدنيا فاحذر! {اتَّبِعُوا أَحْسَنَ مَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُم مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ بَغْتَةً وَأَنتُمْ لا تَشْعُرُونَ * أَن تَقُولَ نَفْسٌ يَا حَسْرَتَى عَلَى مَا فَرَّطتُ فِي جَنبِ اللَّهِ وَإِن كُنتُ لَمِنَ السَّاخِرِينَ * أَوْ تَقُولَ لَوْ أَنَّ اللَّهَ هَدَانِي لَكُنتُ مِنَ الْمُتَّقِينَ * أَوْ تَقُولَ حِينَ تَرَى الْعَذَابَ لَوْ أَنَّ لِي كَرَّةً فَأَكُونَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ * بَلَى قَدْ جَاءَتْكَ آيَاتِي فَكَذَّبْتَ بِهَا وَاسْتَكْبَرْتَ وَكُنتَ مِنَ الْكَافِرِينَ} (سورة الزّمر، 55-59).