عنب بلدي – العدد 69 – الأحد 16-6-2013
كثير من الناس الذين يعتبرون أنفسهم ليسوا ماهرين في التقنيّة، يخافون من العبث في البرامج، ويتملكهم قلقٌ حقيقيّ من أنهم قد يسبّبون مشاكل تقنيّة أو أعطالًا سيئة.
لكنّ الذي نريد إخباركِ به في هذا العدد أنه لا يمكن على الإطلاق أن يؤدي أي نوع من أنواع الفوضى نتيجة الاستكشاف والعبث بأيّ برنامج إلى حالة لا يمكن الرجعة عنها، كلّ شيء يمكن أن يعود كما كان وبشكل سهل غالبًا، لأن الشركات تصمم منتجاتها وبرامجها على هذا الأساس.
نعم يمكن أن تؤدّي محاولات الاستكشاف والعبث إلى فقدان بعض الملفات، لكن هذا أمرٌ من السهل تجاوزه، ففي كلّ البرامج التي تتعاملين معها هناك الأمر Save as «حفظ باسم» وذلك تحت قائمة «ملف» File ، والذي يقوم بحفظ نسخة من الملف الأصليّ، لذلك إذا كنت مثلًا تودين استكشاف برنامج لتحرير الصور، فاحفظي نسخة من الملف الأصليّ بهذه الطريقة، وبذلك تملكين الحرية المطلقة في استكشاف خيارات البرنامج، والتطبيق على الصورة، وأن تبقى النسخة الأصليّة خارج نطاق العبث.
مجددًا لتتعلمي العمل على أي برنامج لا تنسي حقًا هذه النصيحة: اهتميّ باللعب معه.
خذي وقتك كاملًا في استكشاف القوائم، والقوائم الفرعيّة، ولاحظي ما الذي تفعله الأوامر التي تندرج تحتها. انتبهي إلى أنّ أيّ أمر ضمن هذه القوائم ينتهي بثلاث نقاط (…) هذا يعني أنه سيفتح نافذة منبثقة لإدخال المزيد من التحديدات.
إضافةً إلى القوائم الموجودة في معظم البرامج هناك أشرطة الأدوات، وهي لوحات تحمل أزرارًا تنفّذ أشهر الأوامر الموجودة ضمن القوائم لتوفّر طريقًا سهلًا في الوصول إليها، لذلك إقضي وقتًا في استكشافها أيضًا، إقرأي عناوينها، ولاحظي أنّ معظم البرامج تقدّم معلومات إضافيّة حول الأزرار والأوامر بمجرّد وضع مؤشر الفأرة فوقها لبضع ثوانٍ، وهذه أيضًا طريقة مهمة في معرفة المزيد حول هذه الأوامر والأزرار.
كما ستجدين أن بعض أزرار لوحة المفاتيح تؤّمن تطبيقًا مباشرًا لبعض الأوامر، هذه الاختصارات تُكتب عادة بجانب تلك الأوامر ضمن القوائم، جربيّ مثلا الضغط على Alt + F4 غالبًا ما سيسبب ذلك إغلاق البرنامج، أو إظهار نافذة تسألك عمّا إذا كنت تريدين حفظ التغييرات.
مرة أخرى:
لا تخافي من التجريب، الكثير من البرامج تحتوي على أمرين: التراجع / الاستعادة Undo, Redo الذين يمكناك من العودة خطوة إلى الوراء أو خطوة إلى الأمام مجددًا، وبذلك إلغاء تنفيذ أي أمر.
أربع نصائح أخرى:
1) احرصي على استخدام نسخ عربيّة من نظام التشغيل والبرامج التي تعملين عليها، وفي حال لم تتوافر نسخة عربيّة، إبحثي على برنامج شبيه متوفر باللغة العربيّة، ودعي عنك خدعة تحسين اللغة الإنكليزيّة عن طريق استخدام برامج أجنبيّة، لأنّ إتقان البرامج أولى، وإذا كان تعلم الإنكليزية يهمّك فالأسلوب الأمثل لن يكون عن طريق قوائم البرامج بالتأكيد.
2) هناك برامج سهلّة التعلّم وهناك برامج أخرى معقّدة للغاية، احرصي على استخدام برامج بسيطة تحقّق لك غايتك، ولا تهتمي بما هو مشهور أو منتشر، البرنامج البسيط يوفّر الوقت، ويمكّنك من خصائصه بشكل أسرع، وهكذا شيئًا فشيئًا ستجدين أنك تمتلكين مهارة التعامل مع البرامج، لأن جميع التطبيقات تملك الكثير من الأشياء المشتركة، وسيكون بالإمكان لاحقًا تنزيل أي برنامج والتعامل معه بشكلٍ فوريّ.
3) هناك قوائم قياسيّة وأوامر تجدينها في معظم البرامج، قائمة «ملف» File مثلًا ستجدينها في كلّ البرامج التي ستتعاملين معها، وهي عادةً ما تضمّ أوامر مثل «إنشاء ملف جديد»، «فتح ملف موجود»، «حفظ نسخة ثانية من الملف»، «الطباعة»، و «الخروج».
هذه القائمة بأوامرها قياسيّة وموجودة في كلّ البرامج.
أيضًا هناك قائمة «التحرير» Edit التي نجد فيها أوامر قياسيّة مهمة في معظم البرامج، مثل «النسخ» الذي يعني إنشاء نسخة أخرى من البيانات المحددّة (صورة، نص، مقطع صوتيّ…)، «القص» والذي يمكننا من تحريك البيانات من محلّ إلى آخر، بالتكامل مع «اللصق»، وهناك أيضًا «التراجع» و «الإعادة» للتحرّك خطوة إلى الخلف أو إلى الأمام كما ذكرنا.
4) عادة ما يمكن التحكّم بأسلوب عمل البرنامج، وتغيير إعداداته الافتراضيّة عن طريق خيار ال Options أو Setting أو Preferences. (تختلف التسميات بين البرامج).
تصفّح هذه النافذة وخياراتها قد يجعلنا نكتشف أسلوبًا مريحًا أكثر في عرض البرنامج أو عمله.
خطوتان لتعلّم استخدام أيّ برنامج:
• لا تخافي من استكشاف البرنامج وتجريب كلّ ما فيه من تعليمات وأزرار.
• لا تنسي النصيحة الأولى.