عنب بلدي – العدد 68 – الأحد 9-6-2013
لا نريد أن نتعامى عن الواقع، سقوط القصير كان له ارتكاسة شديدة السلبية على نفوس الثوار السوريين في عموم البلاد، لم تمنى الثورة بهزيمة كهذه منذ سقوط بابا عمرو.
لا يمكن القضاء على الثورة من خلال مدينة واحدة، ستمضي الثورة برغم سقوط القصير كما مضت رغم سقوط بابا عمرو وبقوة أكبر مما مضى.
معركة القصير ميزت الخبيث من الطيب وكشفت لنا العدو من الصديق، وأسقطت بالنهاية أوهام من يدعون المقاومة الذين صادروا لبنان وصادروا سوريا وصادروا فلسطين لصالح كل شيء إلا فلسطين، لن تكون القصير أكثر من معركة في حرب ستنتهي لصالح الحق في النهاية كما علمنا التاريخ، كل ما على الثورة فعله أن تتعلم من أخطائها وتسعى لتجاوزها في هذا الطريق الطويل.
لم يعد مقبولًا أن ننجر لما يريده النظام حين يضخم إنجازاته فنمضي معه في ذلك كما فعل إعلام الثورة مع بابا عمرو وكررها مع القصير، كما لم يعد مقبولًا أن تكون الثورة في الداخل والخارج بهذا المقدار من التشرذم في مواجهة اصطفاف إقليمي ودولي متزايد مع الأسد.
الثورة تمر في مرحلة حرجة بالتأكيد وعلى الجميع أن يصطف ضد قوات الاحتلال فقط كما تصطف قوات الاحتلال ضد قوى الثورة بغض النظر عن خلافاتها بين بعضها.
تحية لهم أولئك الأبطال، الذين صمدوا في وجه العالم بتواطئه وتباطئه، وتحية لأولئك الذين أثبتوا حرصهم على الوطن وهبوا لنجدة إخوتهم من حلب والدير وغيرها من مناطق سوريا الجريحة.