عندما يصبح المهندس طبيبًا
عنب بلدي – العدد 68 – الأحد 9-6-2013
«دمكم ما رح يروح هدر .. يا مننتصر كرامة لدماء كل شهدائنا .. يا منكون معكم بالجنة»
هذا ما قاله أبو زين لأصدقائه شهداء الثورة. أبو زين (24 عامًا) هو أحد أفراد الكادر الطبي في داريا، آثر البقاء في المدينة برغم حملة النظام الهمجية عليها.
درس هندسة المعلوماتية ولم يستطع إكمالها بسبب الأوضاع الأمنية، فترك جامعته وهو في السنة الخامسة (سنة التخرج)، وفرّغ وقته ونفسه لخدمة الثورة بعد أن تم اعتقال واستشهاد عدد من أصدقائه .. حاول أبو زين الاهتمام منذ بداية الثورة بالأمور الإغاثية والطبّية، ولم يغفل ساحات التظاهر ولم يغب عن النشاطات الثورية إلا ما ندر. حضر إحدى الدورات الخاصة بالإسعافات الأولية، ومع بداية الحملة العسكرية على المدينة التحق بالمكتب الطبي التابع للمجلس المحلي لمدينة داريا وبدأ يتعمق شيئًا فشيئًا بالأمور الطبية إلى أن أصبح على كفاءة جيدة بالإسعاف والتمريض.
يقول أبو زين: «من خلال عملي بالمشفى الميداني صارت عندي خبرة جيدة بالإسعاف وحتى ممكن إنزل مع الطبيب بعملية بسيطة». يقضي أبو زين معظم وقته في المشفى ويبذل كل ما عنده لرعاية المصابين، يجدد الضماد لهم ويقطب لهم جروحهم.
لم يخرج أبو زين من داريا رغم المحاولات الكثيرة معه والعروض التي قدّمت له لإتمام دراسته، و فرص العمل في الخارج، وكان ردّه أكثر من مرة « ما فيني اترك بلدي وشباب بلدي واطلع».
يجلس اليوم أبو زين مع من بقي من أصدقائه داخل المدينة معزولًا عن العالم الخارجي، يتلقون كل يوم عشرات الصواريخ ويهرعون لإسعاف الجرحى, وينتظرون أن يحين دورهم في أي لحظة.. هكذا أصبحت حياتهم داخل داريا..
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :