قوات الأسد تسيطر على القصير.. والحر يتوعد بالرد على حزب الله
عنب بلدي – العدد 68 – الأحد 9-6-2013
أعلن جيش النظام السوري سيطرته على مدينة القصير الاستراتيجية صباح الأربعاء 5 حزيران بعد هجوم استمر أكثر من أسبوعين بمؤازرة حزب الله اللبناني، فيما تعهد رئيس أركان الجيش السوري الحر بمحاربة «حزب الله» داخل لبنان، ونفى أن يكون جيشه قد خسر الحرب، على الرغم من سيطرة قوات الأسد على مدينة القصير.
وأقرّ الائتلاف الوطني السوري بسقوط المدينة وتعهد بـ «استمرار الثورة»، إذ نقلت وكالة رويترز عن مقاتلي المعارضة أنهم انسحبوا ليل الأربعاء من القصير بعد «مذبحة» ارتكبها الجيش النظامي ومقاتلو حزب الله اللبناني أسفرت عن مقتل المئات.
ودعت القيادة العامة لجيش النظام في بيان لها نقلته وكالة الأنباء الرسمية (سانا) «مواطني القصير للعودة إلى منازلهم وأرزاقهم آمنين مطمئنين خلال أيام»، مشيرًا أن «من استخدمهم المسلحون دروعًا بشرية تم إخلاؤهم جميعًا وتتم معالجة الجرحى منهم الآن».
من جانبه قال نائب الأمين العالم لحزب الله الشيخ نعيم قاسم خلال استقباله وفدًا من الحزب السوري القومي الاجتماعي، إن «إنجاز القصير ضربة قاسية للمشروع الثلاثي الأميركي ـ الإسرائيلي ـ التكفيري، ونقطة مضيئة لصالح المشروع المقاوم من بوابة سورية»، وسارعت إيران «لتهنئة الجيش والشعب السوريين بالانتصار على الإرهابيين»، كما قام مناصرو حزب الله بتوزيع الحلوى في المناطق التي يقطنها مؤيدو الحزب في لبنان كالضاحية الجنوبية.
وفي أول تصريح له على سقوط القصير تعهد اللواء سليم إدريس رئيس أركان الجيش السوري الحر في حديث مع (BBC) بمحاربة حزب الله «داخل لبنان» ونفى أن يكون الجيش الحر قد خسر الحرب، مشيرًا إلى أن «مقاتلي حزب الله يغزون سوريا، ولا تفعل الحكومة اللبنانية شيئًا لوقفهم»، كما صرح رئيس الائتلاف الوطني السوري المعارض المكلف جورج صبرا أن سوريا «تتعرض لغزو أجنبي»، متعهدًا باستمرار المعركة «حتى تحرير كل البلاد».
وأدان البيت الأبيض هجوم قوات الأسد، إذ قال جاي كارني المتحدث باسم البيت الأبيض في بيان رسمي: «تدين الولايات المتحدة بأقوى العبارات الممكنة هجوم نظام الأسد على القصير الذي أدى إلى مقتل أعداد غير معروفة من المدنيين، وتسبب في معاناة إنسانية هائلة».
في حين وصف الإعلام الإسرائيلي دخول قوات الأسد ومقاتلي الحزب إلى المدينة المدمرة بـ «انتصار مهم للأسد وهزيمة نكراء للمعارضة»؛ وقال محلل الشؤون الاستراتيجية والعسكرية للقناة الإسرائيلية الأولى إن «هزيمة قوات المعارضة في القصير أثبتت أن النظام السوري قادرٌ على فرض السيطرة على جميع المدن التي احتلها مسلحو المعارضة»، وأنه بعد مرور أكثر من عامين على الثورة السورية فإن النظام «يستعيد عافيته ومصمم على دحر جميع المنظمات الإرهابية في البلاد»، والتي تتلقى «دعمًا عسكريًا وماليًا من دول مجاورة».
ويبدو أن هذا الانتصار سيعزز الموقف الروسي أكثر للضغط من أجل ليّ ذراع القوى الدولية الداعمة للمعارضة، في توقيت حاسم لا ينفصل إطلاقًا عن الاجتماع التحضيري لمؤتمر جنيف 2، ويحقق ما يصبو إليه نظام الأسد بالدخول إلى المؤتمر من موقع المنتصر.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :