مخيمات عشوائية تنتشر بين ريفي إدلب واللاذقية

  • 2016/07/10
  • 3:59 ص

أحمد حاج بكري – ريف اللاذقية

تستمر المعاناة في المخيمات المنتشرة على الحدود السورية التركية، في ريفي إدلب الغربي واللاذقية، ويعيش قاطنوها ظروفًا معيشية سيئة، وخاصة عقب استهداف قوات الأسد لبعضها بالصواريخ وقذائف المدفعية، الأمر الذي أدى إلى احتراق أجزاء منها، وسط غياب إدارتها من قبل جهات رسمية تؤمّن لقاطنيها احتياجاتهم.

ومما زاد الأمر سوءًا حالات النزوح الجماعي عقب تقدم النظام في ريف اللاذقية، قبل الهجمة الأخيرة التي استعادت خلالها فصائل المعارضة بعض النقاط، وأبرزها بلدة كنسبا الاستراتيجية، إذ اتخذت العائلات من الغابات قرب قرية خربة الجوز وصولًا إلى الزوف في ريف إدلب الغربي، مسكنًا لها.

15 مخيمًا أكبرها الفاروق

عنب بلدي تحدثت إلى مسؤول الإحصاء في منظمة “بنفسج”، حسان عتيق، وأوضح أن عدد المخيمات بلغ في تلك المنطقة أكثر من 15 مخيمًا نظاميًا يضم كل واحد قرابة 300 عائلة نازحة، إضافة إلى عشرات المخيمات الصغيرة والعشوائية، التي تنتشر بالقرب من الطرقات الواصلة بين القرى.

أكبر تلك المخيمات هو “مخيم الفاروق”، وفق عتيق، ويصل عدد قاطنيه إلى نحو 1200 عائلة، بينما ينتشر قرابة 20 ألف مدني في كافة المخيمات السابقة، وأغلبهم من مناطق ريف اللاذقية وجسر الشغور.

من يشرف على المخيمات؟

تشرف على المخيمات الكبيرة والنظامية عدد من المنظمات الإنسانية والإغاثية، والتي تؤمّن للسكان الماء وبعض المواد الغذائية بشكل دوري، وفق عتيق، إلا أنه ورغم كافة الجهود المبذولة، تفتقد المخيمات إلى الكثير من الأمور الخدمية، “بسبب نقل المخيمات من أماكنها بشكل جماعي أكثر من مرة، خصوصًا مخيمات اليمضية وأوبين التي نقلت إلى ريف إدلب”.

وعلى مدار الأشهر القليلة الماضية عملت المنظمات على توفير احتياجات المدنيين، من خيام وتسهيل أماكن لبنائها إضافة إلى فرش الإسمنت المسلح في أرضية كل خيمة لمنع دخول مياه الأمطار، وفق عتيق، وأضاف أن المنظمات تعمل حاليًا على إحصاء المخيمات العشوائية التي تنتشر في الغابات بشكل دقيق، لافتًا إلى أن ذلك يأتي في إطار محاولة تأمين احتياجاتهم، وأردف “رغم كل المحاولات إلى الآن لم نتمكن من الوصول إلى جميع المخيمات العشوائية”.

بدوره قال مدير مخيم “البنيان المرصوص”، عبد الجبار خليل، إن قاطنيه تنقلوا أكثر من مرة في ريف اللاذقية قبل الوصول من قرية أوبين إلى الدرية في ريف إدلب، مضيفًا “ليس هناك خدمات، كما أن المخيم يفتقر إلى الكثير من الأساسيات مثل النظافة والكهرباء، باعتبار أن لا أحد يشرف على المخيم سوى بعض المنظمات الإغاثية العاملة في المنطقة”.

تخوّف من انتشار الأمراض

ومما زاد من معاناة سكان المخيم، الذي يبلغ عدد سكانه أكثر من 150 عائلة (معظمهم من ريف اللاذقية)، وفق خليل، ارتفاع درجات الحرارة، لافتًا في حديثه لعنب بلدي، إلى أن أغلب عائلات المخيم تقضي يومها تحت الأشجار المحيطة، كما أشار إلى تخوفه من انتشار أمراض جلدية بين السكان بسبب الحرارة المرتفعة.

وأصيب عدد من السكان بأمراض أخرى مثل الدوار الدهليزي (إحساس بدوران الرأس والمكان معًا)، وبحسب خليل فإن مديرية الصحة في الساحل نظمت أكثر من حملة للقاح ضد الأمراض مثل شلل الأطفال والحصبة، معتبرًا أن ذلك لا يكفي، “يجب توفير مشافٍ صغيرة متنقلة بين المخيمات لتشرف عليها للحد من انتشار الأمراض”.

أم خالد، النازحة من قرية دويركة في جبل الأكراد، تقطن حاليًا في مخيم قرية عين البيضا، تفاءلت خلال حديثها إلى عنب بلدي بتقدم المعارضة الأخير في ريف اللاذقية، وقالت “الحمد لله الذي مكن الثوار من التقدم والسيطرة على ناحية كنسبا مشان نقدر نرجع على مناطقنا”.

ولم تتأقلم أم خالد مع العيش في المخيم الذي تقطنه منذ ستة أشهر، خصوصًا أنه موجود في مناطق ريف إدلب، التي يختلف مناخها عن القرى الجبلية في ريف اللاذقية، على حد وصفها.

وختمت المرأة الخمسينية حديثها “من يريد مساعدتنا فليقدم السلاح للثوار كي يحرروا قرانا ونعود إليها.. نريد أن نعيش داخل منازلنا لا أكثر بدون الخوف من قصف طيران الأسد وحليفه الروسي”، عبارة وافقها بها معظم من تحدثت إليهم عنب بلدي، بينما طالب بعضهم بحلول بديلة تنقذهم مما يعيشونه في الوقت الراهن.

مقالات متعلقة

مجتمع

المزيد من مجتمع