عنب بلدي – خاص
دفعت المشاكل التي يعاني منها اللاجئون الجدد في التواصل مع مجتمعات دول اللجوء الأوروبية، عددًا من أولئك اللاجئين، وبمبادرة من شباب سوريين، لتأسيس فريق “المتطوعون السوريون” في بلجيكا.
الشاب السوري يوسف عمر قويقة (24 عامًا) شكل فريق عمل تطوعي، بعد أن استطاع جذب 15 شابًا وفتاة من السوريين، ومتطوعة مغربية واحدة، بحسب ما قال لعنب بلدي.
بدأ الفريق عمله في مدينة “أنتويربن” البلجيكية، في 22 حزيران الماضي، باعتبار أن المدينة تحوي العدد الأكبر من اللاجئين على مستوى بلجيكا، نظرًا لطبيعة المدينة الخدمية والاقتصادية والسكانية، والتي تشكل عوامل جذبٍ للاجئين.
الفريق يقدم خدماته بسبع لغات
يقدم الفريق خدماته بسبع لغات: العربية، الفرنسية، الإنكليزية، الهولندية، التركية، الكردية، والأمازيغية المغربية، بينما يتحدث كل متطوع على الأقل لغتين بمستوىً لا يقل عن جيد، “لتقديم خدمات جيدة ناهيك على أن الترجمة تتطلب دقة عالية”، وفق مديره قويقة، الذي وصل بلجيكا قبل عامين.
وعن تأسيسه يقول مدير الفريق “استغرق العمل أربعة أشهر لتأمين المتطوعين، وعقد حلقات التواصل مع الحكومة البلجيكية، حتى كتب للمبادرة الولادة قبل أسبوعين”، بدعم من مدير منظمة “طاولات السلام”، السوري البلجيكي عمر نحاس، وهي منظمة غير ربحية تعنى بتوفير دروس اللغة الهولندية للعرب.
اتخذ الكادر من مقر المنظمة مقرًا له، وقال قويقة إنه بمقدور أي شخص التوجه إلى المقر وطلب خدمة الترجمة، أو التواصل مع الفريق من خلال رقم هاتف، مضيفًا “يمكن لأي شخص تحديد موعد وطلب ترجمان قبل فترة زمنية قصيرة”.
المنظمة لعبت دور الوسيط مع مركز متابعة اللاجئين
لعبت منظمة “طاولات السلام” دور وسيط بين فريق “المتطوعون السوريون”، ومديرة مركز الخدمات الاجتماعية (OCMW) في إقليم “فلاندرز” البلجيكي، وهو المركز المسؤول عن متابعة وتقديم الخدمات للاجئين.
ورحبت مديرة الخدمات الاجتماعية بالفكرة، وفق قويقة، كما قدمت تسهيلات قانونية أبرزها تقديم تأمين صحي شامل للمتطوعين ومنح تراخيص عمل، وأوضح أن العمل تحت بند العمل التطوعي “يمنح من خلاله كل متطوع يورو واحد لكل ساعة عمل، حتى إثبات جدارة الفكرة، وحينها تخصص رواتب للعاملين وفق القانون البلجيكي، ويخضع الفريق لبرامج تدريب وصقل تحت مسمى (تأهيل ترجمان)”.
ويعتبر القائمون على الفريق أن الظروف التي عاشوها عقب وصولهم إلى بلجيكا، ومشاكل عدم إتقانهم اللغة شكلت عائقًا في الحصول على ما يريدون، إضافة إلى انتشار الأشخاص الذين يستغلون اللاجئين مقابل مبالغ مالية كبيرة، وهو ما دفعهم إلى تأسيس الفريق.
ومازال الفريق في بدايته ويطمح أفراده على حد تعبيرهم، لإعطاء صورة مشرقة عن اللاجئ السوري، لعلها تكون نواة لتشكيل جالية سورية فاعلة ومترابطة، تحتل المرتبة الأولى بين جاليات العالم في بلجيكا.