عنب بلدي – العدد 68 – الأحد 9-6-2013
ياسمين مرعي
مركز المجتمع المدني والديمقراطية في سوريا
يتعرض الأطفال في معظم دول العالم للاعتداءات وانتهاك الحقوق، وذلك نتيج
في سوريا وبعد انقضاء أكثر من عامين على الحراك الثوري والمواجهات المسلحة بين النظام وقوات المعارضة التي أسفرت عن دمار كبير في البنى التحتية وتراجع في الوضع الاقتصادي كان الأطفال من الفئات الأكثر تضررًا، إذ يشير آخر تقرير صدر عن اليونيسيف أن عدد الأطفال السوريين المتضررين جراء الواقع السائد يزيد عن مليوني طفل، وهو رقم كبير جدًا قياسًا إلى عدد سكان سوريا إذ يشكل ما يقارب عشر السكان. في حين تشير الإحصائيات التي يقوم بها مركز توثيق الانتهاكات في سوريا ( (VDC إلى أن 6693 طفلًا قضوا نتيجة النزاع في سوريا؛ 4637 من الذكور و 2056 من الإناث، في حين يقبع 1006 طفلًا وطفلة في السجون 36 منهم من الإناث.
هناك من الأطفال من يتعرض أيضًا للاعتداءات الجنسية سواء داخل المعتقلات أو خارجها، إذ يؤمن غياب القانون والمحاسبة مناخًا ملائمًا لممارسات كهذه. كما أن عددًا كبيرًا من الفتيات اللواتي لم يتجاوزن الرابعة عشرة يتم تزويجهن بدافع حمايتهن وربما التخلص من أعبائهن.
تسعى المنظمات الدولية والمحلية كي يتم الضغط على الحكومات والهيئات الدولية للذود عن أطفال سوريا ومحاولة تخفيف معاناتهم سواءً داخلها أو في دول الجوار التي يلجؤون إليها، لكن معاينة ظروف السوريين من اللاجئين تؤكد أن ما يتم صرفه من قبل الحكومات لصالح رعايتهم ليس كافيًا، وأننا مقبلون على كارثة تتعلق بجيل سوري كامل غير متعلم وغير مؤهل اجتماعيًا، ويعاني من ركام من الازمات النفسية التي تحتاج الكثير من الدعم وبرامج التأهيل لتعيده إلى طبيعته، ويحتاج أيضًا إلى هيئات دولية تتبنى قوانينًا تكفل حمايته من الاعتقال والتجنيد والاغتصاب والتعنيف تحت أي ظرف من الظروف.
يأتي حمل الأطفال للسلاح في سياق الانتهاكات التي يتعرض لها الأطفال، وهذه الظاهرة ملحوظة ويتم مشاهدتها بكثرة وتستدعي جهدًا كبيرًا للتخفيف منها، ومن ثم إزالتها مما لها من تأثير كارثي على ذهنية الطفل وحالته النفسية.
كما يضطر الكثير من الآباء لتشغيل أطفالهم في اعمال ومهن، وفي ظروف مزرية بالنظر للواقع المعاشي الموغل في السوء.