يعود “نيلز”، الفتى الروسي “المسحور”، بفضل “عمق” العلاقات بين دمشق موسكو، بلهجته الروسية المتأنية إلى قنوات الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون، لتقدمه قناة “سوريا دراما” مترجمًا إلى العربية، لا مدبلجًا، للأطفال السوريين في ثاني أيام عيد الفطر، ضمن برنامج “سينما الأطفال”.
السياسة لم تدخل في الجيش والدين والاقتصاد والإعلام فحسب، بل دخلت في الثقافة والتعليم والتربية، ففُتحت أدراج التلفزيون القديمة وأُخرج الفيلم الروسي (الفتى المسحور) المنتج سنة 1955 في عهد الاتحاد السوفييتي، وأعيد بثه بلغته الأصلية، كمنتج فني وأدبي ضمن فقرة ترفيهية وتثقيفية، موجهة للأطفال.
سوريا التي تخلصت من عقدة “الفرانكفونية” عقب ثلاثة عقود من الاستقلال عن فرنسا، إذ كانت الثقافة السورية مؤدلجة فرنسيًا، كما هو الحال في دول المغرب العربي حتى اللحظة، تتأثر اليوم بإيديولوجيا جديدة فرضتها روسيا بطريقة أو بأخرى.
فعدا عن التدخل العسكري والسياسي في مفاصل البلاد، تدخل الروسية كلغة ثانية بعد العربية، إلى جانب الإنكليزية والفرنسية، في الإعداديات والثانويات السورية، وهو ما أكدته وزارة التربية في حكومة النظام، “سبعة آلاف طالب ثانوية يدرس اللغة الروسية في دمشق عام 2015”.
معاهد لغات روسية، وكتب “كيف تتعلم الروسية”، وبرنامج “اللغة الروسية” للطلاب عبر “الفضائية التربوية”، وحفلات روسية، كلها إضافات دخلت بشكل واضح بالتزامن مع التدخل العسكري، وإعلان حميميم قاعدة روسية لا تحتوي أي علم سوري، الأمر الذي يطرح تساؤلًا مشروعًا: هل نحن أمام تطبيع أم احتلال؟